شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الخامس: اسم كان وأخواتها، وهن على ثلاثة أنواع

صفحة 213 - الجزء 1

  منكر صدقة» فأمر ونهي: مبتدآن نكرتان، وسوّغ الابتداء بهما ما تعلّق بهما من الجار والمجرور، وكقولك: أفضل منك جاءني.

  ومن أمثلة العموم: أن يكون المبتدأ نفسه صيغة عموم، نحو: {كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ}⁣[البقرة، ١١٦] و «من يقم أقم معه» و «من جاءك أجيء معه» أو يقع في سياق النفي، نحو «ما رجل في الدّار».

  وعلى هذه الأمثلة قس ما أشبهها.

  ثم قلت: الرّابع خبره، وهو: ما تحصل به الفائدة مع مبتدأ غير الوصف المذكور.

  وأقول: الرابع من المرفوعات: خبر المبتدأ، وقولي «مع مبتدأ» فصل أول مخرج لفاعل الفعل، وقولي «غير الوصف المذكور» فصل ثان مخرج لفاعل الوصف في نحو: «أقائم الزيدان» و «ما قائم الزيدان» والمراد بالوصف المذكور ما تقدم ذكره في حدّ المبتدأ.

  ثم قلت: ولا يكون زمانا والمبتدأ اسم ذات، ونحو: «اللّيلة الهلال» متأوّل.

  وأقول: لما بيّنت في حدّ المبتدأ ما لا يكون مبتدأ - وهو النكرة التي ليست عامة ولا خاصة - بينت بعد حدّ الخبر ما لا يكون خبرا في بعض الأحيان، وذلك اسم الزمان؛ فإنه لا يقع خبرا عن أسماء الذوات، وإنما يخبر به عن أسماء الأحداث، تقول: الصّوم اليوم، والسّفر غدا، ولا تقول: «زيد اليوم» ولا «عمرو غدا» فأما قولهم: «اللّيلة الهلال» - بنصب الليلة على أنها ظرف مخبر به عن الهلال مقدّم عليه - فمؤول، وتأويله على أن أصله: اللّيلة رؤية الهلال، والرؤية حدث لا ذات، ثم حذف المضاف، وهو الرؤية، وأقيم المضاف إليه مقامه، ومثله قولهم في المثل: «اليوم خمر، وغدا أمر» التقدير: اليوم شرب خمر، وغدا حدوث أمر.

  ثم قلت: الخامس اسم كان وأخواتها، وهي: أمسى، وأصبح، وأضحى، وظلّ، وبات، وصار، وليس - مطلقا، وتالية لنفي أو شبهه: زال - ماضي يزال - وبرح، وفتئ، وانفكّ، وصلة لما الوقتيّة: دام، نحو {ما دُمْتُ حَيًّا.}