شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

السادس من المرفوعات: اسم أفعال المقاربة، وهي باعتبار معانيها على ثلاثة أقسام

صفحة 220 - الجزء 1

  ٨٨ - * هببت ألوم القلب في طاعة الهوى*

  وقال الآخر:

  ٨٩ - وطئنا ديار المعتدين فهلهلت ... نفوسهم قبل الإماتة تزهق


٨٨ - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

* فلجّ كأنّي كنت باللّوم مغريا*

ولم أعثر له على نسبة إلى قائل معين، وسينشده المؤلف مرة أخرى في الكلام على خبر أفعال المقاربة، للاستشهاد به على أن الفعل المضارع الواقع خبرا لفعل من أفعال الشروع يمتنع اقترانه بأن.

الإعراب: «هببت» هبّ: فعل ماض ناقص، وتاء المتكلم اسمه، «ألوم» فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة في محل نصب خبر هبّ «القلب» مفعول به لألوم، «في طاعة» جار ومجرور متعلق بألوم، وطاعة مضاف. و «الهوى» مضاف إليه، «فلجّ» الفاء عاطفة، ولجّ: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى القلب، «كأني» كأن: حرف تشبيه ونصب، وياء المتكلم اسمه، «كنت» كان: فعل ماض ناقص، وتاء المتكلم اسمه، «باللوم» جار ومجرور متعلق بقوله مغريا الآتي، «مغريا» خبر كان، وجملة كان واسمه وخبره في محل رفع خبر كأن.

الشّاهد فيه: قوله «هببت ألوم» فإن قوله «هبّ» بتشديد الباء - فعل من أفعال الشروع، يعمل عمل كان فيرفع الاسم وينصب الخبر، وقد رفع الاسم الذي هو تاء المتكلم، ونصب الخبر الذي هو جملة ألوم.

٨٩ - هذا بيت من الطويل، ولم أجد أحدا نسب هذا الشاهد إلى قائل معين، وسينشد المؤلف هذا البيت مرة أخرى في باب أفعال المقاربة من هذا الكتاب.

الإعراب: «وطئنا» فعل وفاعل، «ديار» مفعول به، وديار مضاف و «المعتدين» مضاف إليه، «فهلهلت» الفاء حرف عطف، هلهل: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث، «نفوسهم» نفوس: اسم هلهل، ونفوس مضاف والضمير العائد إلى المعتدين مضاف إليه، «قبل» ظرف متعلق بقوله تزهق الآتي، وقبل مضاف و «الإماتة» مضاف إليه، «تزهق» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم هلهل وهو نفوس، والجملة من الفعل المضارع وفاعله في محل نصب خبر هلهل.

الشّاهد فيه: قوله «هلهلت نفوسهم تزهق» فإن هلهل فعل من أفعال الشروع - على ما ذكر المؤلف ههنا - يعمل عمل كان، فيرفع الاسم وينصب الخبر، وقد رفع في هذا البيت الاسم الذي هو قوله «نفوس» ونصب الخبر الذي هو جملة المضارع المجرد من أن وفاعله، فافهم ذلك.