السابع: اسم الحروف العاملة عمل ليس، وهي أربعة
  ٩١ - وقالوا تعرّفها المنازل من منى ... وما كلّ من وافى منى أنا عارف
  لتقدم معمول خبرها وليس بظرف ولا جار ومجرور.
  ولا يعملها بنو تميم ولو استوفت الشروط الأربعة، بل يقولون: «ما زيد قائم» وقرئ على لغتهم {ما هذا بَشَراً}[يوسف - ٣١] و {ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ}[المجادلة، ٢] بالرفع، وقرئ أيضا: (بأمّهاتهم) بالجر بباء زائدة، وتحتمل الحجازية والتميمية، خلافا لأبي علي والزّمخشري زعما أن الباء تختص بلغة النصب(١).
٩١ - هذا بيت من الطويل، وهو مطلع قصيدة لمزاحم بن الحارث العقيلي، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٣٦ و ٣٧) والأشموني (رقم ٢١٥) والمؤلف في أوضحه (رقم ١٠٥).
اللّغة: «تعرفها» تطلب معرفتها، واسأل الناس عنها «المنازل» جمع منزل، وهو مكان النزول «منى» بكسر الميم - بليدة على مسافة فرسخ من مكة.
الإعراب: «قالوا» فعل ماض وفاعله، «تعرفها» تعرف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والضمير البارز المتصل مفعول به، «المنازل» منصوب على نزع الخافض، وأصله بالمنازل، «من منى» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من المنازل «وما» الواو عاطفة، ما: نافية، «كل» تروى هذه الكلمة مرفوعة وتروى منصوبة؛ فمن رواها مرفوعة جاز أن يجعلها مبتدأ، وعليه تكون ما تميمية، وجاز أن يجعلها اسم ما النافية الحجازية، ومن رواها منصوبة جعلها مفعولا به لقوله عارف الآتي في آخر البيت، ورواية النصب هي التي رواها شراح الألفية، وهي التي يعنيها المؤلف هنا، وكل مضاف، و «من» اسم موصول مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر، «وافى» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من، «منى» مفعول به لوافى، والجملة من الفعل الماضي وفاعله المستتر فيه لا محل لها صلة الموصول، «أنا» ضمير منفصل مبتدأ، «عارف» خبر المبتدأ.
ثم إذا قرأت «كل» بالرفع واعتبرت «ما» تميمية مهملة؛ فجملة هذا المبتدأ وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول الذي هو «كل»، وإذا قرأت «كل» بالرفع أيضا وجعلت ما حجازية فكل اسم ما، وجملة أنا عارف في محل نصب خبر ما الحجازية.
(١) مما يدل على أن بني تميم يلحقون الباء الزائدة بخبر المبتدأ الواقع بعد «ما» النافية قول الفرزدق، وهو أحد بني تميم:
لعمرك ما معن بتارك حقّه ... ولا منسئ معن، ولا متيسّر