شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

يجب فتح همزة إن في ثماني مسائل

صفحة 234 - الجزء 1

  معلّقان لفعلي العلم والشهادة، أي: مانعان لهما من التسلّط على لفظ ما بعدهما؛ فصار لما بعدهما حكم الابتداء؛ فلذلك وجب الكسر، ولو لا اللام لوجب الفتح كما قال الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ}⁣[الأنفال - ٤١] و {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ}⁣[آل عمران - ١٨].

  السابعة: أن تقع محكية بالقول، نحو: {قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ}⁣[مريم - ٣٠] {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ}⁣[الأنبياء - ٢٩] {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِ}⁣[سبأ - ٤٨].

  الثامنة: أن تقع جوابا للقسم، كقوله تعالى: {حم ١ وَالْكِتابِ الْمُبِينِ ٢ إِنَّا أَنْزَلْناهُ}⁣[الدخان، ١ - ٣].

  التاسعة: أن تقع خبرا عن اسم عين، نحو: «زيد إنّه فاضل» وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ}⁣[الحج - ١٧].

  وقد أتيت في شرح هذا الموضع بما لم أسبق إليه فتأملوه.

  ويجب الفتح في ثماني مسائل:

  إحداها: أن تقع فاعلة، نحو: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا}⁣[العنكبوت، ٥١]، أي: إنزالنا.

  الثانية: أن تقع نائبة عن الفاعل، نحو: و {وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ}⁣[هود - ٣٦] {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ}⁣[الجن - ١].

  الثالثة: أن تقع مفعولا لغير القول، نحو: {وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ}⁣[الأنعام - ٨١].

  الرابعة: أن تقع في موضع رفع بالابتداء نحو: {وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً}⁣[فصلت - ٣٩].