التاسع من المرفوعات: خبر لا النافية للجنس
  فمؤول بتقدير «مثل»: أي ولا مثل أبي حسن، ولا مثل البصرة، ولا مثل قريش، ولا مثل أمية.
  والثاني: كقول الله سبحانه وتعالى: {لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ}[الصافات - ٤٧].
  ويكثر حذف الخبر إذا علم، كقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ}[سبأ، ٥١] أي: فلا فوت لهم، وقوله تعالى: {لا ضَيْرَ}[الشعراء، ٥٠] أي: لا ضير علينا، وبنو تميم يوجبون حذفه إذا كان معلوما، وأما إذا جهل فلا يجوز حذفه عند أحد، فضلا عن أن يجب، وذلك نحو: «لا أحد أغير من الله ø».
  ثم قلت: العاشر المضارع إذا تجرّد من ناصب وجازم.
شيئا، وهو من شواهد الأشموني (رقم ٢٩٢).
اللّغة: «أبو خبيب» هو عبد الله بن الزبير بن العوام، وأمه ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله تعالى عنهم أجمعين! - وكان قد وثب على خلافة بني أمية؛ وصار أميرا للمؤمنين، واستولى على الحجاز ومصر والعراق، كني بأكبر أولاده، «نكدن» فعل ماض من النكد، وهو شدة العيش وضيقه، وفي عامة نسخ الشرح «يكدن» بالياء المثناة - وهو تصحيف، وكذلك وقع مصحفا في أصول نسخ الأشموني.
الإعراب: «أرى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «الحاجات» مفعول أول لأرى، «عند» ظرف متعلق بمحذوف حال من الحاجات، وعند مضاف، و «أبي» مضاف إليه، وأبي مضاف و «خبيب» مضاف إليه، «نكدن» نكد: فعل ماض، ونون النسوة فاعله، والجملة في محل نصب مفعول ثان لأرى، «ولا» الواو واو الحال، لا: نافية للجنس، «أمية» اسم لا، مبني على الفتح في محل نصب، «في البلاد» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا، والجملة من لا واسمها وخبرها في محل نصب حال.
الشّاهد فيه: قوله «لا أمية» حيث أوقع اسم «لا» معرفة؛ لأن أمية علم، وهو في الحقيقة مؤول بأحد تأويلين، إما بأن المراد ما اشتهر به هذا العلم من الصفات، فكأنه قال: ولا كريم في البلاد، وإما بتقدير مضاف لا يتعرف بالإضافة كمثل، فكأنه قال: ولا مثل أمية في البلاد، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، والوجه الثاني من وجهي التأويل المذكورين هو الذي ذكره المؤلف ههنا.