السادس: المنصوب بالصفة المشبهة
  وحقّها أن تكون نكرة، منتقلة، مشتقّة، وأن يكون صاحبها معرفة، أو خاصّا، أو عامّا، أو مؤخّرا، وقد يتخلّفن.
  وأقول: السابع من المنصوبات: الحال، [وهو] يذكّر ويؤنث، وهو الأفصح، يقال: حال حسن، وحال حسنة، وقد يؤنث لفظها فيقال: حالة؛ قال الشاعر:
  ١١٧ - على حالة لو أنّ في القوم حاتما ... على جوده لضنّ بالماء حاتم
١١٧ - هذا بيت من الطويل من كلام الفرزدق يفتخر بإيثاره بالماء غيره، وقبله:
فآثرته بالماء لمّا رأيت الّذي به ... على القوم أخشى لاحقات الملاوم
وقد رواه المبرد في الكامل (١ - ١٣٨) وسينشده المؤلف مرة أخرى في باب البدل من هذا الكتاب، للاستشهاد به على أنه قد يبدل الاسم الظاهر من الضمير، على تفصيل في ذلك يذكره هناك، ويروى «ضنت به نفس حاتم».
الإعراب: «على حالة» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر في قوله آثر في البيت الذي أنشدناه، «لو» حرف تعليق، «أن» حرف توكيد ونصب «في القوم» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر أن تقدم على اسمه، «حاتما» اسم أن، وأن واسمه وخبره في تأويل مصدر مرفوع على أنه فاعل لفعل محذوف، والتقدير: لو ثبت كون حاتم موجودا، وهذا الفعل وفاعله شرط لو، «على جوده» الجار والمجرور متعلق بقوله ضن الآتي، وعلى هنا بمعنى مع، وجود مضاف، وضمير الغائب مضاف إليه، «لضن» هذه اللام واقعة في جواب لو، ضن: فعل ماض، «بالماء» جار ومجرور متعلق بضن، «حاتم» فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، وعلى ذلك يكون في البيت إقواء، وهو اختلاف حركات الرويّ؛ فإنك رأيت أن الرويّ مخفوض في البيت الذي أنشدناه، ولكن بعض الناس يرويه هكذا:
على حالة لو أنّ في القوم حاتما ... على جوده ضنّت به نفس حاتم
والذي في ديوانه (ص ٨٢١) إنشاد هذا البيت هكذا:
على ساعة لو كان في القوم حاتم ... على جوده ضنّت به نفس حاتم
ومن العلماء من يرويه كما رواه المؤلف ولكنه يجر «حاتم» ليتخلص من الإقواء، وتخريج ذلك عندهم أن يكون «حاتم» بالجر بدلا من الضمير المجرور محلا بالإضافة في قوله: «جوده»، وسيأتي في باب البدل أن ينشد المؤلف هذا البيت بجر حاتم على هذا التخريج،