وأما أن المفتوحة فلا يجوز إهمالها
  والثاني: الشرط، نحو: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها}[النساء - ١٤٠] الآية.
  والثالث: قد، نحو: {وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا}(١).
  والرابع: لو، نحو: {أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ}[الأعراف - ١٠٠].
  والخامس: حرف التنفيس، وهو السين، نحو: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى}[المزمل، ٢٠] وسوف، كقوله:
  ١٣٩ - واعلم فعلم المرء ينفعه ... أن سوف يأتي كلّ ما قدرا
١٣٩ - هذا بيت من الكامل، وقد أنشد أبو علي هذا البيت، ولم يعزه إلى قائل معين، وهو من شواهد الأشموني (رقم ٢٨٢) وابن عقيل (رقم ١٠٦).
الإعراب: «اعلم» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، «فعلم» الفاء حرف دال على التعليل، علم: مبتدأ، وعلم مضاف و «المرء» مضاف إليه، «ينفعه» ينفع: فعل مضارع، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى علم هو فاعله، وضمير الغائب العائد إلى المرء مفعول به، والجملة في محل رفع خبر، وجملة المبتدأ وخبره لا محل لها معترضة بين اعلم ومفعوليه، «أن» مخففة من الثقيلة، وهي مؤكدة عاملة للنصب والرفع، واسمها ضمير محذوف، والتقدير: أنه، أي: الحال والشأن، «سوف» حرف دال على التسويف يراد منه تأكيد نسبة الفعل إلى فاعله، «يأتي» فعل مضارع، «كل» فاعل يأتي مرفوع بالضمة الظاهرة، وكل مضاف و «ما» اسم موصول مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر، «قدرا» قدر: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة، وجملة الفعل الذي هو قدر ونائب فاعله لا محل لها صلة الموصول، وجملة يأتي مع فاعله في محل رفع خبر أن، وجملة أن مع معموليها سدت مسد مفعولي اعلم.
الشّاهد فيه: قوله «واعلم أن سوف يأتي - إلخ» حيث استعمل فيه أن المؤكدة المخففة من الثقيلة، وأعملها في اسم هو ضمير الشأن محذوفا وخبر هو جملة «يأتي» مع فاعله، وفصل بين أن وجملة خبرها بحرف التسويف الذي هو سوف.
ومثل هذا البيت قول حرى بن ضمرة النهشلي:
(١) سورة المائدة، الآية: ١١٣. ومن الفصل بقد كالآية قول الكعبر الضبي (الكامل للمبرد ١/ ٤٩).
أخبر من لاقيت أن قد وفيتم ... ولو شئت قال المخبرون: أساؤوا