شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

يجوز حذف لام التعليل، إذا جرت كي المصدرية ومدخولها

صفحة 342 - الجزء 1

  ثم قلت: الثّاني المجرور بالإضافة ك «غلام زيد» ويجرّد المضاف من تنوين أو نون تشبهه مطلقا، ومن التّعريف إلّا فيما مرّ، وإذا كان المضاف صفة والمضاف إليه معمولا لها سمّيت لفظيّة وغير محضة، ولم تفد تعريفا ولا تخصيصا، ك «ضارب زيد» و «معطي الدّينار» و «حسن الوجه»، وإلّا فمعنويّة ومحضة، تفيدهما، إلّا إذا كان المضاف شديد الإبهام كغير ومثل وخدن، أو موضعه مستحقّا للنّكرة ك «جاء [زيد] وحده» و «كم ناقة وفصيلها لك» و «لا أبا له» فلا يتعرّف. وتقدّر بمعنى «في» نحو: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ} و «عثمان شهيد الدّار» وبمعنى «من» في نحو: «خاتم حديد» ويجوز فيه النّصب في الثّاني وإتباعه للأول، وبمعنى اللّام في الباقي.

  وأقول: الثاني من أنواع المجرورات: المجرور بالإضافة.

  والإضافة في اللغة: الإسناد، قال امرؤ القيس:

  ١٦٤ - فلمّا دخلناه أضفنا ظهورنا ... إلى كلّ حارىّ جديد مشطّب


الشّاهد فيه: قوله «بل بلد» حيث حذف حرف الجر، الذي هو رب، وأبقى عمله بعد بل، وذلك قليل.

ومثله قول رؤبة بن العجاج أيضا.

* بل مهمه قطعت إثر مهمه*

١٦٤ - هذا بيت من الطويل من كلام امرئ القيس بن حجر الكندي من قصيدته التي فاخر بها علقمة الفحل، وقد سبق ذكر مطلعها من شرح الشاهد ٧٣ وقبل البيت قوله:

فقلنا لفتيان كرام: ألا انزلوا ... فعالوا علينا فضل ثوب مطنّب

اللّغة: «عالوا» رفعوا، «مطنب» مشدود بالحبال، «أضفنا» أسندنا، «الحاريّ» المنسوب إلى الحيرة، وأراد رحالا تصنع بها، «مشطب» مخطط.

الإعراب: «لما» ظرفية بمعنى حين تتعلق بقوله أضفنا الآتي، وهي مبنية على السكون في محل نصب، «دخلناه» فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل جر بإضافة لما إليها، «أضفنا» فعل وفاعل، «ظهورنا» ظهور: مفعول به لأضاف، وظهور مضاف والضمير مضاف إليه، «إلى كل» جار ومجرور