شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

للاسم ثلاث علامات

صفحة 36 - الجزء 1

  والحرف في الاصطلاح: ما دلّ على معنى في غيره، وفي اللغة: طرف الشيء، كحرف الجبل، وفي التنزيل: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ}⁣[الحج، ١١] الآية، أي: على طرف وجانب من الدين، أي: لا يدخل فيه على ثبات وتمكّن، فهو إن أصابه خير - من صحّة وكثرة مال ونحوهما - اطمأنّ به، وإن أصابته فتنة - أي شرّ، من مرض أو فقر أو نحوهما - انقلب على وجهه عنه.

  والواو عاطفة، و «من» جارة معناها التبعيض، و «النّاس» مجرور بها، واللام فيه لتعريف الجنس، و «من» مبتدأ تقدّم خبره في الجار والمجرور، و «يعبد» فعل مضارع مرفوع لخلوه من الناصب والجازم، والفاعل مستتر عائد على «من» باعتبار لفظها، و «الله» نصب بالفعل، والجملة صلة لمن إن قدّرت من معرفة بمعنى الذي، وصفة إن قدّرت نكرة بمعنى ناس، وعلى الأول فلا موضع لها، وكذا كل جملة وقعت صلة، وعلى الثاني موضعها رفع، وكذا كل صفة فإنها تتبع موصوفها، و «على حرف» جار ومجرور في موضع نصب على الحال: أي: متطرّفا مستوفزا، «فإن» الفاء عاطفة، وإن: حرف شرط، «أصابه» فعل ماض في موضع جزم لأنه فعل الشرط، والهاء مفعول، و «خير» فاعل، و «اطمأنّ» فعل ماض، والفاعل مستتر، و «به» جار ومجرور متعلق باطمأنّ، وقس على هذا بقية الآية.

  وفيها قراءة غريبة وهي: «خسر الدّنيا والآخرة» بخفض «الآخرة» وتوجيهها أن «خسر» ليس فعلا مبنيّا على الفتح، بل هو وصف معرب بمنزلة فهم وفطن، وهو منصوب على الحال، ونظيره قراءة الأعرج: «خاسر الدّنيا والآخرة» إلّا أن هذا اسم فاعل فلا يلتبس بالفعل، وذلك صفة مشبهة على وزن الفعل فيلتبس به.

  ثم قلت: فالاسم ما يقبل أل، أو النّداء، أو الإسناد إليه.

  وأقول: ذكرت للاسم ثلاث علامات يتميز بها عن قسيميه: إحداها: «أل»⁣(⁣١).


(١) المراد «أل» التي تفيد التعريف، أي التي. تفيد أن مدخولها معرفة بواسطتها، فخرج بذلك «أل» الزائدة كالداخلة على التمييز في نحو قول الشاعر، وهو رشيد بن شهاب اليشكري: =