الرابع: ما يتعدى لواحد، تارة بنفسه، وتارة بالحرف
  و «شممت الطّيب» و «ذقت الطعام» و «سمعت الأذان» و «ولمست المرأة» وفي التنزيل {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ}[الفرقان - ٢٢] {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ}[ق - ٤٢] {لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ}[الدخان - ٥٦] {أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ}[النساء - ٤٣].
  الرابع: ما يتعدى إلى واحد تارة بنفسه وتارة بالجار، كشكر ونصح وقصد، تقول «شكرته» و «شكرت له» و «نصحته» و «نصحت له» و «قصدته» و «قصدت له» و «قصدت إليه» قال الله تعالى: {وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ}[النحل - ١٤] {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ}[لقمان - ١٤] {وَنَصَحْتُ لَكُمْ}[الأعراف، ٧٩ و ٩٢].
  الخامس: ما يتعدى لواحد بنفسه تارة ولا يتعدى أخرى لا بنفسه ولا بالجار، وذلك نحو فغر - بالفاء والغين المعجمة - وشحا - بالشين المعجمة والحاء المهملة - تقول: «فغر فاه» و «شحاه» بمعنى فتحه، و «فغر فوه» و «شحا فوه» بمعنى انفتح.
  السادس: ما يتعدى إلى اثنين، وقسمته قسمين:
  أحدهما: ما يتعدى إليهما تارة ولا يتعدى أخرى، نحو نقص، تقول: «نقص المال» و «نقصت زيدا دينارا» بالتخفيف فيهما، قال الله تعالى: {ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً}[التوبة، ٤] وأجاز بعضهم كون (شيئا) مفعولا مطلقا، أي: نقصا ما.
  الثاني: ما يتعدى إليهما دائما، وقسمته ثلاثة أقسام:
  أحدها: ما ثاني مفعوليه كمفعول شكر، كأمر واستغفر، تقول: «أمرتك الخير» و «أمرتك بالخير» وسيأتي شرحهما بعد.
  والثاني: ما أول مفعوليه فاعل في المعنى، نحو: «كسوته جبّة» و «أعطيته دينارا» فإن المفعول الأول لابس وآخذ، ففيه فاعلية معنوية.
  الثالث: ما يتعدى لمفعولين أولهما وثانيهما مبتدأ وخبر في الأصل، وهو أفعال القلوب المذكورة قبل، وأفعال التصيير، وشاهد أفعال القلوب قوله تعالى: {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً}[الإسراء - ١٠٢] {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ}[الممتحنة - ١٠] {تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً}[المزمل - ٢٠] {لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ}[النور - ١١] {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً}[الزخرف، ١٩] أي: اعتقدوهم، وقول الشاعر: