شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الأسماء التي تعمل عمل الفعل عشرة

صفحة 400 - الجزء 1

  (٤) الرابع: اسم موصوف باسم الفاعل، كقولك: «مررت برجل ضارب زيدا».

  وقولي: «ولو تقديرا» إشارة إلى مثل قوله:

  ٢٠٥ - كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها، وأوهى قرنه الوعل


والمجرور متعلق باعتاض أيضا، وحب مضاف، والكاف الذي هو ضمير المخاطب مضاف إليه، مبني على الفتح في محل جر، «اعتاض» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى امرئ، «ذلّا» مفعول به لاعتاض، والجملة في محل جر صفة لامرئ، والرابط هو الضمير المستتر في اعتاض.

الشّاهد فيه: قوله «أناو رجالك قتل» حيث أعمل اسم الفاعل، وهو قوله «ناو» عمل الفعل، فرفع به فاعلا أغنى عن خبره من حيث هو مبتدأ، ثم نصب به المفعول به وهو قتل؛ لاعتماده على همزة الاستفهام.

٢٠٥ - هذا بيت من البسيط من كلام أبي بصير الأعشى ميمون بن قيس، وهو من شواهد ابن عقيل (رقم ٢٥٤) والمؤلف في أوضحه (رقم ٣٧١).

اللّغة: «ليوهنها» ليضعفها، ويروى في مكان هذه الكلمة «ليوهيها» وهو مضارع، «أوهى قرنه» أي أضعفه، أو كسره، «الوعل» بفتح فكسر - هو تيس الجبل.

الإعراب: «كناطح» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف، أي هو كائن كناطح - إلخ، وفي ناطح ضمير مستتر هو فاعله، «صخرة» مفعول به لناطح، «يوما» ظرف زمان منصوب على الظرفية، والعامل فيه ناطح، «ليوهنها» اللام لام التعليل، يوهن: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازا بعد لام التعليل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ناطح، والضمير العائد إلى صخرة مفعول به، «فلم» الفاء هي فاء الفصيحة، لم: نافية جازمة، «يضرها» يضر: فعل مضارع مجزوم بلم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ناطح أيضا، وضمير الغائبة العائد إلى صخرة مفعول به، «وأوهى» الواو عاطفة، أوهى: فعل ماض، «قرنه» قرن: مفعول به لأوهى، وقرن مضاف والضمير مضاف إليه، «الوعل» فاعل أوهى.

الشّاهد فيه: قوله «كناطح صخرة» حيث أعمل اسم الفاعل - وهو قوله «ناطح» عمل الفعل؛ فرفع به الفاعل، وهو الضمير المستتر فيه، ونصب به المفعول به، وهو قوله صخرة؛ لكونه معتمدا على موصوف محذوف، وهو وعل، وقد حذف هذا الموصوف وأقام الصفة مقامه، ولو لا هذا الموصوف وأنه منوي الثبوت لما أعمله.