شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الأسماء التي تعمل عمل الفعل عشرة

صفحة 425 - الجزء 1

  ٢٢٢ - ما رأيت امرأ أحبّ إليه ال ... بذل منه إليك يا ابن سنان

  ولم يقع هذا التركيب في التنزيل.

  واعلم أن مرفوع «أحبّ» في الحديث والبيت نائب الفاعل؛ لأنه مبني من فعل المفعول، لا من فعل الفاعل، ومرفوع أحسن في المثال بالعكس؛ لأن بناءه على العكس.

  ثم قلت: وإذا كان بأل طابق، أو مجرّدا أو مضافا لنكرة أفرد وذكّر، أو لمعرفة فالوجهان.

  وأقول: استطردت في أحكام اسم التفضيل، فذكرت أنه على ثلاثة أقسام:

  أحدها: ما يجب [فيه] أن يكون طبق من هو له، وهو ما كان بالألف واللام، تقول: «زيد الأفضل» و «هند الفضلى» و «الزّيدان الأفضلان» و «الهندان الفضليان» و «الزّيدون الأفضلون» و «الهندات الفضليات أو الفضّل».

  الثاني: ما يجب فيه أن لا يطابق، بل يكون مفردا مذكرا على كل حال، وهو نوعان؛ أحدهما: المجرد من أل والإضافة، تقول «زيد - أو هند - أفضل من عمرو»


٢٢٢ - هذا بيت من الخفيف، ولم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، وهو من شواهد المؤلف في القطر (رقم ١٣٢) ويظنه بعض الناس من شعر زهير بن أبي سلمى المزني الذي أكثر من مدح هرم بن سنان المري، وهو ظن خاطئ.

الإعراب: «ما» نافية، «رأيت» فعل وفاعل، «امرأ» مفعول به لرأى، «أحب» نعت لامرأ منصوب بالفتحة الظاهرة، «إليه» جار ومجرور متعلق بأحب، «البذل» فاعل بأحب، «منه، إليك» جاران ومجروران يتعلق كل منهما بأحب، «يا» حرف نداء، «ابن» منادى منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف و «سنان» مضاف إليه.

الشّاهد فيه: قوله «أحب ... البذل» حيث رفع أفعل التفضيل - الذي هو قوله أحب - الاسم الظاهر غير السببي، وهو قوله البذل، لكونه وقع وصفا لاسم جنس وهو قوله امرأ، مسبوق بنفي وهو المذكور في قوله ما رأيت، والاسم الظاهر اسم مفضل على نفسه باعتبارين، ألست ترى أن البذل باعتبار كونه محبوبا لابن سنان غيره باعتبار كونه محبوبا لمن عدا ابن سنان؟ وهو مفضل في الحالة الأولى على نفسه في الحالة الثانية، وذلك هو الذي يعبر عنه العلماء بمسألة الكحل، ولعل العبارة واضحة مفيدة، فافهمها والله يرشدك.