التوابع خمسة:
  ويجب عند جماهير النحويين كون الموصوف إما أعرف من الصفة، أو مساويا لها فلا يجوز أن يكون دونها:
  فالأول كقولك: «مررت بزيد الفاضل» فإن العلم أعرف من المعرّف باللام.
  والثاني نحو: «مررت بالرجل الفاضل» فإنهما معرفان باللام.
  والثالث نحو: «مررت بالرجل صاحبك» فصاحبك بدل عندهم، لا نعت؛ لأن المضاف للضمير في رتبة الضمير أو رتبة العلم؛ وكلاهما أعرف من المعرف باللام.
  وأما الإفراد وضدّاه - وهما التثنية والجمع - والتذكير وضده - وهو التأنيث - فإن النعت يعطى من ذلك حكم الفعل الذي يحلّ محلّه من ذلك الكلام؛ فتقول: «مررت بامرأة حسن أبوها» بالتذكير، كما تقول: «حسن أبوها» وفي التنزيل: {رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها}[النساء، ٧٥] و «برجل حسنة أمّه» بالتأنيث، كما تقول: «حسنت أمّه» وتقول: «برجل حسن أبواه» و «برجل حسن آباؤه» ولا تقول: «حسنين» ولا «حسنين» إلا على لغة من قال «أكلوني البراغيث» وعلى ذلك فقس.
  إلا أن العرب أجروا جمع التكسير مجرى الواحد؛ فأجازوا فصيحا «مررت برجل قعود غلمانه» كما تقول «قاعد غلمانه» وقوم رجحوه على الإفراد، وإليه أذهب، وأما جمع التصحيح فإنما يقوله من يقول: «أكلوني البراغيث».
  وإذا كان المنعوت معلوما بدون النعت نحو: «مررت بامرئ القيس الشاعر» جاز لك فيه ثلاثة أوجه: الإتباع فيخفض، والقطع بالرفع بإضمار هو، وبالنصب بإضمار فعل، ويجب أن يكون ذلك الفعل أخصّ أو أعني في صفة التوضيح، وأمدح في صفة المدح، وأذمّ في صفة الذم.
  فالأول: كما في المثال المذكور.
  والثاني: كما في قول بعض العرب: «الحمد لله أهل الحمد» بالنصب.
  والثالث: كما في قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}[المسد، ٤] يقرأ في السبع {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} بالنصب بإضمار أذمّ، وبالرفع إما على الإتباع، أو بإضمار هي.