الثالث: عطف البيان
  والمراد بعمر: ابن الخطاب، ¥.
  ومثال العطف المخصّص قوله تعالى: {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ}(١) فيمن نوّن الكفارة ورفع الطعام.
  وحكم المعطوف أنه يتبع المعطوف عليه في أربعة من عشرة، وهي: واحد من الرفع والنصب والجر، وواحد من التعريف والتنكير، وواحد من الإفراد والتثنية والجمع، وواحد من التذكير والتأنيث.
  وكل شيء جاز إعرابه عطف بيان جاز إعرابه بدلا - أعني بدل كل من كل - إلا إذا كان ذكره واجبا، ك «هند قام زيد أخوها» ألا ترى أن الجملة الفعلية خبر عن هند، والجملة الواقعة خبرا لا بدّ لها من رابط يربطها بالمخبر عنه، والرابط هنا الضمير في قوله «أخوها» الذي هو تابع لزيد، فإن أسقط لم يصح الكلام، فوجب أن يعرب بيانا، لا بدلا؛ لأن البدل على نية تكرار العامل، فكأنه من جملة أخرى، فتخلو
اللّغة: «نقب» بفتح النون والقاف جميعا - وهو رقة خف الناقة، وبابه فرح، «دبر» بفتح الدال والباء جميعا - وهو الجرح يكون في ظهر البعير، وبابه فرح أيضا، «حفص» هو في الأصل من أسماء الأسد، وكني به عمر ¥ لشدة جراءته وشجاعته.
الإعراب: «أقسم» فعل ماض، «بالله» جار ومجرور متعلق بأقسم «أبو» فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة، وأبو مضاف و «حفص» مضاف إليه، «عمر» عطف بيان مرفوع بالضمة، وسكنه لأجل الوقف، «ما» نافية، «مسها» مس: فعل ماض، وضمير الغائبة العائد إلى الناقة المفهومة من سياق القصة مفعول به، «من» حرف جر زائد، «نقب» فاعل مس، مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، «ولا» الواو عاطفة، لا: زائدة لتأكيد النفي، «دبر» معطوف على نقب، وجملة «ما مسها» مع فاعله ومفعوله لا محل لها من الإعراب؛ لأنها جواب القسم.
الشّاهد فيه: قوله «أبو حفص عمر» حيث جاء بقوله «عمر» لإيضاح ما قبله، وهو عطف بيان عليه، وفيه أيضا دليل على أنه إذا اجتمع اسم كعمر وكنية كأبي حفص جاز تقديم الكنية على الاسم، ولم يجب تأخيرها عنه.
(١) سورة المائدة، الآية: ٩٥، والقراءة المستشهد بها قراءة حفص.