شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الأعداد بالنسبة إلى التذكير والتأنيث على ثلاثة أقسام

صفحة 464 - الجزء 1

  وأما الثاني - وهو التمييز - فإنها فيه على أقسام خمسة:

  أحدها: ما لا يحتاج لتمييز أصلا، وهو الواحد والاثنان، لا تقول: واحد رجل ولا اثنا رجلين، وأما قوله:

  ٢٣٩ - * ... فيه ثنتا حنظل*

  فضرورة.

  والثاني: ما يحتاج إلى تمييز مجموع مخفوض، وهو الثلاثة والعشرة وما بينهما، تقول: «عندي ثلاثة رجال» و «عشر نسوة» وكذا ما بينهما، ويستثنى من ذلك أن يكون التمييز كلمة «المائة» فإنها يجب إفرادها، تقول: «عندي ثلاثمائة» ولا يجوز «ثلاث مئات» ولا «ثلاث مئين» إلا في ضرورة⁣(⁣١).

  والثالث: ما يحتاج إلى تمييز مفرد منصوب، وهو الأحد عشر والتّسعة والتّسعون وما بينهما، نحو: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً}⁣[يوسف - ٤] {وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً}⁣[المائدة - ١٢] {وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ


٢٣٩ - هذه قطعة من بيت من بحر الرجز أنشده أبو عمرو، وحكاه في اللسان مع أبيات من القطعة ونسبها إلى امرأة من غير أن يعينها، وقد عينها جماعة منهم السيرافي بأنها الشماء الهذلية، واستبعده البغدادي، وقد استشهد بهذا البيت صاحب المفصل في المثنى وفي باب العدد، كما استشهد به العلامة رضي الدين في شرح الكافية، والبيت بكماله هكذا:

كأنّ خصييه من التّدلدل ... ظرف عجوز، فيه ثنتا حنظل

اللّغة: «خصييه» الخصيان: من أعضاء التناسل، «التدلدل» الترهل، «ظرف عجوز» وعاء من جلد، «ثنتا حنظل» تريد حنظلتين.

الإعراب: «كأن» حرف تشبيه ونصب، «خصييه» خصيي: اسم كأن، منصوب بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه، «من التدلدل» جار ومجرور متعلق بكأن لما فيه من معنى التشبيه، «ظرف» خبر كأن، وظرف مضاف و «عجوز» مضاف إليه، «فيه» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، «ثنتا» مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وثنتا مضاف و «حنظل» مضاف إليه.


(١) ومن ذلك قول الشاعر:

ثلاث مئين للملوك وفى بها ... ردائي، وجلّت عن وجوه الأهاتم