شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الأعداد بالنسبة إلى التذكير والتأنيث على ثلاثة أقسام

صفحة 465 - الجزء 1

  رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}⁣[الأعراف - ١٤٢] {إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً}⁣[ص - ٢٣].

  وأما قوله تعالى: {وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً} فليس «أسباطا» تمييزا، بل بدل من «اثنتي عشرة» والتمييز محذوف، أي: اثنتي عشرة فرقة.

  والرابع: ما يحتاج إلى تمييز مفرد مخفوض. وهو المائة والألف، تقول: «عندي مائة رجل، وألف رجل».

  ويلتحق بالعدد المنتصب تمييزه تمييز «كم» الاستفهامية، وهي بمعنى أيّ عدد، ولا يكون تمييزها إلا مفردا؛ تقول: «كم غلاما عندك» ولا يجوز «كم غلمانا» خلافا للكوفيين.

  ويلتحق بالعدد المخفوض تمييز «كم» الخبرية، وهي اسم دال على عدد مجهول الجنس والمقدار: يستعمل للتكثير، ولهذا إنما يستعمل غالبا في مقام الافتخار والتعظيم، ويفتقر إلى تمييز يبين جنس المراد به، ولكنه لا يكون إلا مخفوضا كما ذكرنا، ثم تارة يكون مجموعا كتمييز الثلاثة والعشرة وأخواتهما، وتارة يكون مفردا، كتمييز المائة والألف وما فوقهما.

  والخامس: ما يحتاج إلى تمييز مفرد منصوب أو مخفوض، وهو «كم» الاستفهامية، المجرورة، نحو: «بكم درهم اشتريت» فالنصب على الأصل، والجر بمن مضمرة، لا بالإضافة، خلافا للزجاج.

  وإنما لم أذكر في المقدمة أن تمييز كم الاستفهامية وتمييز الأحد عشر والتسعة والتسعين وما بينهما منصوب لأنني قد ذكرته في باب التمييز؛ فلذلك اختصرت إعادته في هذا الموضع من المقدمة.


الشّاهد فيه: قوله «ثنتا حنظل» حيث ذكرت الثنتين مع المعدود، وليس ذلك مستعملا في العربية، وإنما المستعمل أن يثنى المعدود؛ فيقال فيه: حنظلتان؛ فافهم ذلك؛ والله يوفقك.

والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم، والحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، ربنا عليك توكلنا، وإليك أنبنا، وإليك المصير.