الأعداد بالنسبة للتمييز على خمسة أقسام
  والحمد لله على إحسانه، وقد أتيت على ما أردت إيراده في شرح هذه المقدمة، ولله - سبحانه وتعالى - الحمد والمنّة، وإياه إسأل أن يجعل ذلك لوجهه الكريم خالصا مصروفا، وعلى النفع به موقوفا، وأن يغفر لي خطيئتي يوم الدين، وأن يدخلني برحمته في عباده الصالحين، بمنّه وكرمه آمين، والصلاة والسّلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
  قال المعتز بالله تعالى وحده أبو رجاء محمد محيى الدين ابن الشيخ عبد الحميد ابن ابراهيم، المنذري:
  أحمد الله الذي يمنّ على من يشاء من عباده، وأصلي وأسلم على سيد المرسلين وإمام المتقين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وأحبابه، وبعد، فقد تم ما أردت من التعليق على شرح شذور الذهب لابن هشام في منتصف ليلة الخميس من شهر رمضان المعظم أحد شهور عام ١٣٥٥ من الهجرة النبوية، وأنا أسأل الله أن يجعله مقربا إليه، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا، ربنا ولا تجعل في قلوبنا غلّا للذين آمنوا، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والعاملين من أمته، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
  ثم إنني - بعد أن نفدت جميع نسخه، وكثر الإلحاح عليّ لإعادة نشره - قد راجعته مرة أخرى، فرأيت أن أزيد في تعليقاتي زيادات أحببت ألا يغفل عنها طالب العلم، وقدرت أول الأمر أن تكون هذه الزيادة قليلة، ولكن مجال القول كان ذا سعة، فجال القلم جولات صارت بها الزيادة أكثر من قدر الأصل، وسميت شرحي هذا «منتهى الأرب، بتحقيق شرح شذور الذهب» وإنّي لأرجو أن ينفع الله به، وأن يجعله لنا عنده في ميزان الحسنات، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا.
  اللهم يا موفق الطائعين وفقنا لما تحب وترضى، يا أرحم الراحمين.