شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

علامة المضارع قبول «لم»

صفحة 46 - الجزء 1

  والعامة تقول [تعالي] بكسر اللام، وعليه قول بعض المحدثين:

  ٦ - * تعالي أقاسمك الهموم تعالي*

  والصواب الفتح كما يقال: اخشي واسعي.

  فلو لم تدل الكلمة على الطلب وقبلت ياء المخاطبة، نحو: «تقومين وتقعدين» أو دلت على الطلب ولم تقبل ياء المخاطبة نحو: «نزال يا هند» بمعنى انزلي؛ فليست بفعل أمر.

  وعلامة المضارع: أن يقبل دخول «لم» كقولك «لم يقم ولم يقعد».


مقول القول، «نوليني» نول: فعل أمر، وياء المخاطبة فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، وهذه الجملة في محل نصب بدل من الجملة السابقة أو توكيد لها «تمايلت» تمايل: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب إذا «عليّ» جار ومجرور متعلق بتمايل «هضيم» حال من الضمير المستتر في تمايل، وجعله العلامة الأمير مفعولا به تنازعه كل من هاتي ونوليني، وهو في غاية البعد، وهضيم مضاف، و «الكشح»، مضاف إليه «ريا» حال ثانية، وريا مضاف و «المخلخل» مضاف إليه.

الشّاهد فيه: قوله «هاتي» فإن اتصال ياء المؤنثة المخاطبة بهات مع دلالته على الطلب يدلان على أنه فعل أمر، لأن ياء المخاطبة لا تتصل بغير الأفعال، والدلالة على الطلب بنفس الكلمة من غير احتياج إلى خارج عنها لا يكون إلا بفعل الأمر.

واعلم أن «هاتى» فعل معتل الآخر على مثال قاضى يقاضي، والأمر منه «هات» مثل قاض، فإذا أمرت مفردا مذكرا قلت «هات» فيكون مبنيا على حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها، وإذا أمرت مفردة مؤنثة قلت «هاتي» فيكون مبنيا على حذف النون، وياء المؤنثة المخاطبة فاعل مبني على السكون في محل رفع كما تقول في الأمر من «باهى يباهي» «باه يا زيد» فتبنيه على حذف الياء، و «باهي يا هند» فتنبيه على حذف النون.

٦ - هذا عجز بيت من الطويل لأبي فراس الحمداني ابن عم سيف الدولة أشهر ملوك بني حمدان، من كلمة له يقولها وهو أسير في بلاد الروم، وقد أنشد المؤلف هذا الشاهد نفسه في كتابه قطر الندى (رقم ٩) وصدر البيت مع بيتين سابقين عليه قوله:

أقول وقد ناحت بقربي حمامة: ... أيا جارتا لو تعلمين بحالي

معاذ الهوى ما ذقت طارقة النّوى ... ولا خطرت منك الهموم ببال