للكلام في اللغة ثلاثة معان
  عليه نحو: «زيد قائم» و «قام أخوك» بخلاف نحو: «زيد» ونحو «غلام زيد» ونحو «الّذي قام أبوه» فلا يسمّى شيء من هذا مفيدا؛ لأنه لا يحسن السكوت عليه، فلا يسمّى كلاما.
  وأما معناه في اللغة فإنه يطلق على ثلاثة أمور:
  أحدها: الحدث الذي هو التّكليم، تقول «أعجبني كلامك زيدا» أي: تكليمك إيّاه، وإذا استعمل بهذا المعنى عمل عمل الأفعال كما في [هذا] المثال وكقوله:
  ٨ - قالوا كلامك هندا وهي مصغية ... يشفيك؟ قلت: صحيح ذاك لو كانا
  أي تكليمك هندا(١)؛ ف «كلامك» مبتدأ ومضاف إليه، و «هندا»: مفعول(٢)، وقوله «وهي مصغية» جملة اسمية في موضع نصب على الحال، و «يشفيك» جملة
٨ - هذا بيت من بحر البسيط، ولم أقف لهذا البيت على نسبة إلى قائل معين، وسينشده المؤلف مرة أخرى في باب إعمال اسم المصدر من هذا الكتاب، للاستشهاد به على أن الكوفيين يرون إعمال اسم المصدر إذا كان قد وضع لغير الحدث ثم استعمل فيه كالكلام في البيت.
اللّغة: «مصغية» اسم فاعل فعله أصغى، وتقول: أصغى فلان إلى حديث فلان، إذا أمال أذنه إليه ليسمعه، وذلك علامة الانصراف عما يشغله عنه، «يشفيك» يذهب ما بك من سقام الحب وبرحاء العشق، «كان» فعل ماض تام معناه حصل وحدث.
المعنى: سألني الناس عما إذا كان لقائي هندا ومحادثتي إياها في حال الانتباه لي والإصغاء إلى حديثي يكون سببا في زوال ما عراني من آلام العشق، فأجبتهم: إن هذا لصحيح لو أنه حصل.
(١) وكلام في هذه الحالة يقال له «اسم مصدر» لأن اسم المصدر هو ما يدل على معنى المصدر - وهو الحدث - مع أنه نقص عن حروف مصدر فعله الذي يستعمل معه، ومن أمثلته: سلم سلاما، وأعطى عطاء، وتوضأ وضوءا، واغتسل غسلا، وأطاع طاعة، وأجاب إجابة، واهتدى هدى، وارتضى رضا، فأنت ترى أن «سلاما» يدل على معنى المصدر الذي هو التسليم، ولكنه ينقص عن حروف مصدر فعله الذي استعملته معه وهو سلم، وكذلك العطاء والوضوء وكل ما ذكرنا من الأمثلة ونحوها.
(٢) القول بأن «هندا» مفعول به لكلام الذي هو اسم مصدر هو القول الراجح وهو اختيار ابن مالك، وأصله مذهب الكوفيين.