الثالث: الأسماء الستة
  فيقول: «جاءني ذو قام» و «رأيت ذا قام» و «مررت بذي قام» إلا أن ذلك شاذ، والمشهور ما قدّمناه، وسمع من كلامهم «لا وذو في السماء عرشه» فذو: موصولة بمعنى الذي، وما بعدها صلة، فلو كانت معربة لجرّت بواو القسم.
  والخمسة الباقية شرطها أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم(١)، كقوله تعالى:
  {وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ}[القصص - ٢٣] وقوله تعالى: {إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}[يوسف - ٨] وقوله تعالى: {ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ}[يوسف، ٨١]، فوقع الأب في الآية الأولى مرفوعا بالابتداء، وفي الآية الثانية منصوبا بإنّ، وفي الآية الثالثة مخفوضا بإلى، وهو في جميع ذلك مضاف إلى غير الياء؛ فلهذا أعرب بالواو والألف والياء، وكذلك القول في الباقي.
(١) جملة ما يشترط لإعراب هذه الأسماء بالواو رفعا وبالألف نصبا وبالياء جرّا خمسة شروط:
الشرط الأول: أن تكون مفردة - أي غير مثناة ولا مجموعة - فلو ثنيت أعربت إعراب المثنى بالألف رفعا وبالياء المفتوح ما قبلها نصبا وجرّا، نحو قولك «أبواك يحبانك» ونحو «إن أخويك يعينانك» وكل هذه الأسماء تثنى، تقول: أبواك وأخواك، وحمواك، وفمان، وهنوان، وذوا مال، ولو جمعت جمع تكسير أعربت بالحركات الظاهرة بالضمة رفعا وبالفتحة نصبا وبالكسرة جرّا، وكلها تجمع جمع التكسير، تقول: آباؤك وإخوتك، وأحماؤك، وأفواه أبنائك، وأهناء أرحامك، وأذواء المال، ولو جمعت جمع المذكر السالم فإنها تعرب إعرابه بالواو رفعا وبالياء المكسور ما قبلها نصبا وجرّا، والأصل أن هذه الأسماء لا تجمع جمع المذكر السالم، لأنها ليست أعلاما ولا صفات، ولكن العرب جمعوا منها الأب والأخ هذا الجمع، قال الشاعر:
فلمّا تبيّنّ أصواتنا ... بكين وفدّيننا بالأبينا
وقال آخر:
وكان بنو فزارة شرّ قوم ... وكنت لهم كشرّ بني الأخينا
ومن العلماء من قاس على هذين بقيتها، ومنهم من حكم بشذوذ ما ورد من ذلك.
الشرط الثاني: أن تكون مكبرة، فلو صغرت أعربت بالحركات الظاهرة، نحو «أبيك وأخيك» بتشديد الياء وضمها في حال الرفع وفتحها في حال النصب وكسرها في حال الجر.
الشرط الثالث: ألا تكون منسوبة، فلو نسبت أعربت بالحركات الظاهرة، نحو «أبوي، وأخوي، وحموي، وهنوي».
الشرط الرابع: أن تكون مضافة، فلو قطعت عن الإضافة أعربت بالحركات الظاهرة، نحو قوله تعالى {وَلَهُ أَخٌ.}
الشرط الخامس: أن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم، وقد ذكر المؤلف الشرطين الأخيرين.