البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

الإنشاء الطلبى

صفحة 212 - الجزء 1

  (٥٤) الهمزة وأي لنداء القريب، وغيرهما لنداء البعيد.

  (٥٥) قد ينزّل البعيد منزلة القريب فينادى بالهمزة وأي، إشارة إلى قربه من القلب وحضوره في الذّهن.

  وقد ينزّل القريب منزلة البعيد فينادى بغير الهمزة وأي، إشارة إلى علوّ مرتبته، أو انحطاط منزلته، أو غفلته وشرو ذهنه.

  (٥٦) يخرج النّداء عن معناه الأصلىّ إلى معان أخرى تستفاد من القرائن، كالزّجر والتّحسّر والإغراء.

نموذج

  لبيان أدوات النداء في الأمثلة الآتية، وما جرى منها على أصل وضعه في نداء القريب أو البعيد، وما خرج عن ذلك مع بيان السبب:

  (١)

  أبنىّ إنّ أباك كارب يومه ... فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل⁣(⁣١)

  (٢)

  يا من يرجّى للشّدائد كلّها ... يا من إليه المشتكى والمفزع

  (٣) قال أبو العتاهية:

  أيا من عاش في الدّنيا طويلا ... وأفنى العمر في قيل وقال

  وأتعب نفسه فيما سيفنى ... وجمّع من حرام أو حلال

  هب الدنيا تقاد إليك عفوا ... أليس مصير ذلك للزّوال؟

  (٤) وقال سوار بن المضرّب⁣(⁣٢):

  يا أيها القلب هل تنهاك موعظة ... أو يحدثن لك طول الدّهر نسيانا


(١) كارب يومه: أي مقارب يومه الذي يموت فيه.

(٢) شاعر إسلامي كان مع قطري بن الفجاءة، وهو من بنى سعد تميم.