(2) مواضع الوصل
  (٧) وقال النابغة الذبيانىّ يرثى أخاه من أمه:
  حسب الخليلين نأى الأرض بينهما ... هذا عليها وهذا تحتها بالى(١)
  (٨) وقال الطّغرائىّ:
  يا واردا سؤر عيش كلّه كدر ... أنفقت عمرك في أيّامك الأول(٢)
  (٩)
  لا الدمع غاض ولا فوادك سالى ... نزل الحمام عرينة الرّئبال(٣)
  (١٠) وقالت زينب بنت الطّثريّة(٤) ترثى أخاها:
  وقد كان يروى المشرفىّ بكفّه ... ويبلغ أقصى حجرة الحىّ نائله(٥)
  (١١) وقال أبو الطيب.
  أعزّ مكان في الدّنا سرج سابح ... وخير جليس في الزمان كتاب(٦)
  (١٢)
  العين عبرى والنّفوس صوادى ... مات الحجا وقضى جلال النّادى(٧)
  (١٣) وقال رجل من بنى أسد في الهجاء:
  لا تحسب المجد تمرا أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصّبرا(٨)
  (١٤) وقال عمارة اليمنىّ(٩):
  وغدر الفتى في عهده ووفائه ... وغدر المواضى في نبوّ المضارب(١٠)
(١) حسب الخليلين: أي كفاهما، والنأى: البعد، والبالي: الممزق الأعضاء، يقول:
كفاني وأخي حيلولة الأرض بيننا، فأنا حي فوقها وهو بالى الجسم تحتها، وهذا نهاية البعد.
(٢) سؤر العيش: بقيته.
(٣) الحمام: الموت، والعرينة: مأوى الأسد، والرئبال:
الأسد.
(٤) أبوها الصمة، والطثرية أمها، ويزيد أخوها، وهي شاعرة مجيدة من شواعر الإسلام، ولها في أخيها يزيد مراث جيدة.
(٥) المشرفى: السيف، الحجرة: الناحية، النائل: العطاء؛ تقول: إنه كان عظيم البأس كثير الجود.
(٦) الدنا: جمع دنيا، السابح: الفرس السريع الجرى، يقول: سرج الفرس أعز مكان؛ لأن صاحبه يجاهد عليه في طلب المعالي، والكتاب خير جليس لأنه مأمون الأذى.
(٧) عبرى: باكية، الصوادى: جمع صادية أي ظمأى، الحجا: العقل، قضى: مات.
(٨) الصبر بكسر الباء: عصارة شجر مر، يقول: لا تظن أن طريق المجد سهل يسلكه أمثالك، كلا، إن دون المجد صعابا لا يتغلب عليها إلا ذوو الهمم العالية.
(٩) مؤرخ ثقة وشاعر فقيه أديب، قدم مصر سنة ٥٥٠ هـ فأحسن الفاطميون إليه فأقام عندهم ومدحهم ولم يزل مواليا لهم حتى دالت دولتهم، ثم تآمر هو وسبعة من المصريين على مقاومة السلطان صلاح الدين، فصلبه معهم سنة ٥٦٩ هـ وله ديوان شعر كبير.
(١٠) المواضى: السيوف القاطعة، نبو المضارب: عدم قطعها.