البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

(ب) الاستعارات المكنية:

صفحة 57 - الجزء 1

  فساد، بجامع عودة الأثر المؤلم في كل، ثم استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه، والقرينة حالية.

  (٣) الاستعارة تمثيلية، فيقال مثلا شبهت حال المصلح يبدأ الإصلاح ثم يأتي غيره يبطل ما عمله الأوّل اعتدادا بنفسه أو كراهة أن ينسب الإصلاح إلى غيره، بحال البنيان ينهض به حتى إذا أوشك على التمام جاء من يهدمه، بجامع عدم الوصول إلى الغاية في كلّ، ثم استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه، والقرينة حالية.

  (٤) الاستعارة تصريحية أصلية؛ شبه الدّين بالطريق، بجامع أن كليهما يوصل إلى الغاية، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه، والقرينة حالية.

  (٥) الاستعارة تصريحية تبعية في يموج، شبّه ازدحام الناس واختلاطهم بالموج، بجامع الحركة والاضطراب في كلّ، ثم اشتق من الموج يموج بمعنى يختلط، والقرينة لفظية وهي «بعضهم في بعض».

  وفي قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} استعارة تمثيلية، شبهت حال أمر القدرّ الإلهية ودعوة الناس إلى الحساب ونهوضهم طائعين متزاحمين بحال النفخ في البوق لدعوة الناس إلى الاجتماع، بجامع السمع والطاعة في كل ثم استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه والقرينة حالية.

  (٦) الاستعارة تمثيلية، فيقال مثلا شبهت حال من يبلغ غايته من عظائم الأمور فيتعفف عن صغائرها بحال من يكتفى بالبحر ولا يتطلب الماء القليل، بجامع الاستغناء بالكثير عن القليل في كل، ثم استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه، والقرينة حالية.

  (٧) الاستعارة تمثيلية، شبهت حال الوارث الذي يبعثر فيما ورثه عن أبيه بحال القائد ملك بلادا بلا قتال فهان عليه تسليمها لأعدائه، بجامع التفريط فيما لا يتعب في تحصيله في كل، ثم استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه والقرينة حالية.