البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

علم البيان

صفحة 58 - الجزء 1

  (٨) الاستعارة مكنية في «أحسائهم ووجوههم»، شبهت الأحساب والوجوه بمصابيح بجامع الحسن، ثم حذف المشبه به ورمز إليه بشئ من لوازمه وهو «أضاء» الذي هو القرينة، والشطر الثاني من البيت ترشيح.

  (٩) الاستعارة تمثيلية، شبهت حال من يجتهد في تحصيل العلم مثلا فينفق فيه ماله وصحته للحصول على منصب رفيع بحال من يخطب الحسناء فلا يهوله عظم مهرها، بجامع البذل في كل للحصول على الغاية، ثم استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه، والقرينة حالية.

  (١٠) الاستعارة تمثيلية، شبهت حال من يخاف الهلاك فيصبر على الذّلّ الدائم الممضّ بحال من يفرّ من الأفعى التي في لدغتها الموت إلى العقارب التي في لسعها الألم الطويل والعذاب الأليم، بجامع الفرار من موت مريح إلى عذاب دائم، ثم استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه، والقرينة حالية.

  (١١) في الكلام تشبيه تمثيل، شبهت فيه حال من يهدى كتابا ألّفه مثلا إلى العالم المختص بهذا العلم بحال من يبعث تمرا إلى هجر، (وهي بلدة تشتهر بكثرة تمرها) بجامع إهداء الشئ إلى مصدره في كل.

  (١٢) في البيت استعارة تصريحية تبعية في «تحيى ويقتل» شبه، جلب المال من الغنائم بالإحياء بجامع الإيجاد في كل، وشبه إنفاق المال بالقتل بجامع الإزالة في كل، ثم استعير في كليهما اللفظ الدال على المشبه به للمشبه واشتق منه تحيى ويقتل، والقرينة في الأولى الصوارم، وفي الثانية التبسم والجدا.

  (١٣) استعارة تصريحية أصلية في «السيف» شبه سيف الدولة بالسيف بجامع أن كليهما يرهب ويقطع، والقرينة النداء، «وليس مغمدا» ترشيح.

  (١٤) الاستعارة تمثيلية، شبهت حال من يكثر من ذم الرجل العظيم فلا يضيره بذمه بحال الكلاب تنبح سحابا، بجامع أن كليهما لا يبلغ قصده، ثم استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه والقرينة حالية.