البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

المجاز العقلي

صفحة 71 - الجزء 1

  ه - العجب الأمر الذي يتعجّب منه وهو لا يمكن أن يعجب، لأن العجب صفة من صفات العقلاء، ولكن العجب يدعو إلى تعجّب الناس فاستعمل اسم الفاعل هنا مكان اسم المفعول، وهذا مجاز عقلي علاقته المفعولية.

  (٦) غيّر رأسه أي لوّن رأسه فحوّله من السواد إلى البياض، وقد أسند تغيير لون الرأس إلى توالى الليالي وهذا لا يشيب، وإنما الشيب يحدث من ضعف في أصول الشّعر ومواطن غذائه ولكن لما كان كرّ الليالي سببا في هذا الضعف أسند لون الشعر إلى مرّ الليالي، ففي الإسناد مجاز عقلىّ علاقته السببية.

  (٧) ا - الأسفار لا ترمى المسافر بعيدا، وإنما الذي يطوّح به ما يركبه من قطار ونحوه، ولكن لما كانت الأسفار هي السبب في امتطاء وسائل الانتقال أسند الرّمى إليها فالمجاز عقلي علاقته السببية.

  ب - الحرب القتال واختلاف بين فريقين تفصل فيه القوة، وهي في ذاتها لا توصف بالغشم الذي هو الظلم، وإنما يتصف بهذا الوصف المحاربون والمقاتلون، ولكن لما كان اشتغال الحرب سببا في الظلم أسند الظلم إلى الحرب، ففي التركيب مجاز مرسل علاقته السببية.

  ح - الموت لا يموت وإنما يموت من أصابه، فمعنى التركيب موت ممات به، فاسم الفاعل أسند إلى المفعول، فالمجاز عقلي علاقته المفعولية.

  ء - الشعر لا يكون شاعرا بل الذي يكون شاعرا بما فيه من حسن وإبداع هو سامعه، فمعنى التركيب شعر مشعور بحسنه، وهذا مجاز عقلي علاقته المفعولية.

  (٨) الذي يصف حسن الوجه إنما هو من يراه، ولكن لما كان الوجه وما أودع فيه من جمال هو السبب في دفع الناس إلى وصفه أسند الوصف إليه، وهذا مجاز عقلىّ علاقته السببية.