(3) تشبيه التمثيل
  (٥) وقال تعالى: {إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها}(١) {أَتاها أَمْرُنا}(٢) {لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً}(٣) {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ}(٤).
  (٦) وقال صاحب كليلة ودمنة:
  يبقى الصّالح من الرجال صالحا حتى يصاحب فاسدا فإذا صاحبه فسد، مثل مياه الأنهار تكون عذبة حتى تخالط ماء البحر فإذا خالطته ملحت. وقال: من صنع معروفا لعاجل الجزاء فهو كملقى الحب للطير لا لينفعها بل ليصيدها به.
  (٧) وقال البحتري:
  وجدت نفسك من نفسي بمنزلة ... هي المصافاة بين الماء والرّاح(٥)
  (٨) وقال أبو تمّام في مغنّية تغنّى بالفارسية:
  ولم أفهم معانيها ولكن ... ورت كبدي فلم أجهل شجاها(٦)
  فبتّ كأنّنى أعمى معنّى ... يحبّ الغانيات ولا يراها(٧)
  (٩) وقال في صديق عاق:
  إنّى وإيّاك كالصادى رأى نهلا ... ودونه هوّة يخشى بها التّلفا(٨)
  رأى بعينيه ماء عزّ مورده ... وليس يملك دون الماء منصرفا
(١) متمكنون من تثميرها.
(٢) أتاها أمرنا: أي أصبناها بآفة تهلك زرعها.
(٣) الحصيد: ما يحصد من الزرع، والمراد جعل زرعها يابسا جافا.
(٤) كأن لم تغن بالأمس: أي كأن لم يكن بها زرع.
(٥) الراح: الخمر.
(٦) ورت كبدي: ألهبته، والشجا مصدر شجى يشجى أي حزن، والمعنى لم أجهل ما بعثته في نفسي من الحزن.
(٧) المعنى: المتعب الحزين.
(٨) الصادي: الظمآن، والمراد بالنهل هنا مورد الماء، والهوة: ما انهبط من الأرض ...