البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

[الاستعارة]

صفحة 75 - الجزء 1

[الاستعارة]

(١) الاستعارة التصريحية والمكنيّة

الأمثلة:

  (١) قال تعالى: {كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ}

  (٢) وقال المتنبي وقد قابله ممدوحه وعانقه:

  فلم أر قبلي من مشى البحر نحوه ... ولا رجلا قامت تعانقه الأسد

  (٣) وقال في مدح سيف الدولة:

  أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر ... تصافحت فيه بيض الهند واللّمم⁣(⁣١)

  * * *

  (١) وقال الحجّاج في إحدى خطبه:

  إني لأرى رءوسا قد أينعت وحان قطافها وإنّى لصاحبها⁣(⁣٢).

  (٢) وقال المتنبي:

  ولمّا قلّت الإبل امتطينا ... إلى ابن أبي سليمان الخطوبا⁣(⁣٣)

  (٣) وقال:

  المجد عوفي إذ عوفيت والكرم ... وزال عنك إلى أعدائك الألم


(١) بيض الهند: السيوف، واللمم جمع لمة: وهي الشعر المجاور شحمة الأذن، والمراد بها هنا الرؤوس. يقول: لا ترى الانتصار لذيذا إلا بعد معركة تتلاقى فيها السيوف بالرءوس.

(٢) أينعت من أينع الثمر إذا أدرك ونضج، وحان قطافها: آن وقت قطعها، يريد أنه بصير بحال القوم من الشقاق والخلاف في بيعة أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، فهو يحذرهم عاقبة ذلك.

(٣) امتطينا: ركبنا، والخطوب: الأمور الشديدة، يقول: لما عزت الإبل عليه لفقره حملته الخطوب على قصد هذا الممدوح فكانت له بمنزلة مطية يركبها.