البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

[الاستعارة]

صفحة 79 - الجزء 1

  (٢) ومدح آخر قوما بالشجاعة فقال: أقسمت سيوفهم ألا تضيع حقّا لهم.

  (٣) وقال السرىّ الرّفاء

  مواطن لم يسحب بها الغىّ ذيله ... وكم للعوالى بينها من مساحب⁣(⁣١)

  (٣)

  عيّن التصريحية والمكنية من الاستعارات التي تحتها خط مع بيان السبب:

  (١) قال دعبل الخزاعىّ⁣(⁣٢):

  لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى⁣(⁣٣)

  (٢) ذمّ أعرابي قوما فقال: أولئك قوم يصومون عن المعروف، ويفطرون على الفحشاء.

  (٣) وذمّ آخر رجلا فقال: إنه سمين المال مهزول المعروف.

  (٤) وقال البحتري يرثى المتوكل⁣(⁣٤) وقد قتل غيلة:

  فما قاتلت عنه المنايا جنوده ... ولا دافعت أملاكه وذخائره⁣(⁣٥)

  (٥)

  وإذا العناية لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلّهنّ أمان

  (٦) وقال أبو العتاهية يهنّئ المهدى⁣(⁣٦) بالخلافة:

  أتته الخلافة منقادة ... إليه تجرّر أذيالها


(١) العوالي: جمع عالية وهي الرماح، يقول: إن هذه الأماكن طاهرة من أدران الغواية وإنها منازل شجعان طالما جرت فيها الرماح.

(٢) كان شاعرا هجاء، ولد بالكوفة وأقام ببغداد، وشعره جيد؛ وقد أولع بالهجو والحط من أقدار الناس فهجا الخلفاء ومن دونهم، وتوفى سنة ٢٤٦.

(٣) يا سلم: يا سلمى.

(٤) هو المتوكل العباسي، بويع بالخلافة بعد وفاة أخيه الواثق سنة ٢٣٢ هـ، وكان جوادا محبا للعمران، وقد نقل مقر الخلافة من بغداد إلى دمشق، وقتل غيلة سنة ٢٤٧ هـ.

(٥) يقول: إن جيشه لم ينفعه حين هجم عليه الأعداء في قصره فلم يقاتل دونه، وإن أملاكه وأمواله لم تغن عنه شيئا.

(٦) هو من خلفاء الدولة العباسية في العراق، أقام في الخلافة عشر سنين محمود العهد والسيرة محببا إلى الرعية وكان جوادا، توفى سنة ١٦٩ هـ.