البلاغة الواضحة،

علي الجارم (المتوفى: 1368 هـ)

[الاستعارة]

صفحة 92 - الجزء 1

  (٣) شبّه الاشتياق بالعطش بجامع التطلع إلى الغاية. فالاستعارة تصريحية أصلية، والقرينة «إلى لقائك» وهي استعارة مطلقة.

  (٤) في مرضت استعارة تبعية شبّهت الظلمة بالمرض والجامع خفاء مظاهر النشاط، ثم اشتق من المرض مرضت، فالاستعارة تصريحية تبعية، وفي «ما يضئ لها نجم ولا قمر» تجريد.

  (٥) النور: الزّهر، أو الأبيض منه، والمراد به هنا النساء، والجامع الحسن؛ فالاستعارة تصريحية أصلية، وفي ذكر الخدور تجريد، وفي ذكر الكمائم ترشيح فالاستعارة مطلقة.

تمرينات

  (١)

  بيّن نوع كل استعارة فيما يأتي، وعيّن الترشيح الذي بها:

  (١) قال السرىّ الرفاء:

  وقد كتبت أيدي الرّبيع صحائفا ... كأنّ سطور السّرو حسنا سطورها⁣(⁣١)

  (٢)

  إذا ما الدّهر جرّ على أناس ... كلاكله أناخ بآخرينا⁣(⁣٢)

  (٣) وقال المتنبي في ذمّ كافور:

  نامت نواطير مصر ثعالبها ... وقد بشمن وما تفنى العناقيد⁣(⁣٣)

  (٤) وقال آخر في وصف موقعة:

  والموت يخطر في الجموع وحوله ... أجناده من أنصل وعوالي⁣(⁣٤)

  (٥)

  رأيت حبال الشمس كفة حابل ... تحيط بنا من أشمل وجنوب⁣(⁣٥)

  نروح بها والموت ظمان ساغب ... يلاحظنا في جيئة وذهوب⁣(⁣٦)


(١) السرو: شجر عال.

(٢) الكلكل: الصدر، يقول: إن عادة الدهر تكدير العيش فهو يصيب قوما بأذاه ثم ينتقل إلى إصابة غيرهم.

(٣) الناطور: حارس الزرع، وبشم: أخذته تخمة وثقل من كثرة الأكل، يقول: إن سادات مصر غفلوا عن العبيد فعبثوا بالأموال حتى أكلوا فوق الشبع.

(٤) الأنصل جمع نصل: وهو حديدة السيف، والعوالي: الرماح.

(٥) المراد بحبال الشمس أشعتها، وكفة الحابل: فخ الصياد، وأشمل جمع شمال.

(٦) ساغب: أي جائع.