مقدمة
  والكلام عن الزيدية مهم جداً، فلا ينبغي لأبناء الزيدية ورجالها، أن يجهلوا أمر مذهبهم، لا سيما ونحن في عصر (غربلة الأفكار)، وزمان (تقلبات العقائد)، ووقت (انتشار الفرق)، ودهر (مضلات الفتن)، والناس في هذه الأزمنة يعيشون في ظل ظروف تخضع (للأمور المادية)، وفي طقوس صالحة (لتغيير المبادئ)، فلا بد من أن يعرف الإنسان عقائده ومبادئه، حتى لا يقع في الضلالات، وحتى لا يستزله أهل الأهواء بأقوالهم، ويخدعوه ويغروه بأن ما زيفوه عليه هو قول أهل مذهبه، بل لا بد أن يكون على معرفة تامة حتى يميز بين الحق والباطل، وحتى يأمن من الضلالات أن تصل إليه، وهذا البحث سيكون مفيداً أيضاً للباحثين عن الحق، أو للباحثين الكاتبين عن الفرق.
  وإني أنصح كل باحث وناقل أن لا يعتمد في الكلام عن فرقة أو مذهب إلا على كلام أصحاب ذلك المذهب، حتى ينقل عنهم نفس ما يقولون به من مصدره الصحيح، وأن لا يأخذ في النقل عن فرقة عن أعدائها وخصومها، فإن الخصم يزيد وينقص بسبب عداوته.
  وسيكون الكلام حول الزيدية يتمثل في خمسة أبواب وخاتمة:
  الأول: في تعريف الزيدية.
  الثاني: في نسبتها.
  الثالث: في ذكر قادتها وأئمتها.
  الرابع: في ذكر أصولها ومعتقداتها.
  الخامس: في فرق الزيدية.
  الخاتمة: في أن الزيدية هي الفرقة الناجية.
  والآن حين الشروع في المقصود بعون الملك المعبود، فأقول وبالله أصول: