الفصل الأول: (التوحيد)
أما الأدلة من الكتاب
  فآيات كثيرة منها ما يلي:
  الآية الأولى: قوله تعالى {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}[الأنعام].
  ووجه الإستدلال بهذه الآية على نفي الرؤية عن الله تعالى، كما يلي:
  أولاً: أن الله تعالى نفى الرؤية في قوله تعالى {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} نفياً عاماً، على وجه العموم والشمول لكل الأحوال والأوقات والأزمنة والأمكنة، واستغراق جميع الأفراد، من حيث أن حرف النفي إذا دخل على الفعل المضارع نفاه على سبيل الإطلاق من دون تقييد بوقت دون وقت، وكذلك لأن الأبصار جمع معرف بالألف واللام فيعم كل الأبصار، ويشمل النفي جميع الأفراد في جميع الأوقات ومن جميع الأشخاص بلا مخصص، لأن لفظ العموم يستغرق جميع الأفراد والأوقات والأشخاص والأزمنة والأمكنة، كما هي القاعدة الأصولية، فيكون النفي عاماً في الدنيا والآخرة.
  ثانياً: أن الإدراك إذا أضيف إلى الأبصار أفاد معنى الرؤية، كما أنه إذا أضيف إلى أي الحواس أفاد معناها، فيكون معنى الإدراك بحسب ما يضاف إليه من الحواس، فإن أُضيفَ إلى البصر أفاد معنى الرؤية، وإن أُضيف إلى الأذن أفاد معنى السَّماع، وإذا أُضيف إلى اليد أفاد معنى اللمس، وإن أضيف إلى الأنف أفاد معنى الشمِّ، وإن أُضيف إلى اللسان أفاد معنى الذوق.