الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الثاني: إبطال نسبة هذه الفرق إلى الزيدية

صفحة 103 - الجزء 1

الفصل الثاني: إبطال نسبة هذه الفرق إلى الزيدية

  وأما الذي يدل على بطلان نسبة هذه الفرق إلى الزيدية فهو ما يلي:

  ١ - أن الرجال الذين انتسبت إليهم هذه الفرق مشهورون بولائهم ومحبتهم وإخلاصهم لأهل البيت $، وهم من أنصار الأئمة والقائمين معهم، ومنسوبون أيضاً إليهم، فكيف يكون المتَّبِع إماماً، وكيف يصير المتبوع تابعاً، ومواقف الحسن بن صالح بن حي مع أهل البيت $ مشهورة رواها المؤرخون.

  ٢ - أن نسبة هذه الفرق إلى أصحابها، ليست سوى نسبة عسكرية في وقت المعركة التي دارت بين الإمام زيد # وبين هشام بن عبد الملك، فإن أولئك الرجال كانوا من قواد الإمام زيد، فكانوا يقولون الصالحية والجارودية والسليمانية، أي قواد لمن تحت أيديهم من الجيش، ولعل بعض من كان تحت أيديهم افتعلوا أقوالاً ونسبوها إليهم.

  ولعل مَن كان تحت قيادتهم من المعتزلة أو غيرها من الفرق فأضيف إليه ما يقوله الجيش الذي معه.

  ٣ - لو فرضنا صحة نسبة تلك الأقوال إلى هؤلاء فذلك لا يعني أنهم زيدية في المعتقد، بل المراد أنهم زيدية لأنهم خرجوا مع الإمام زيد # أو مع أي إمام من أئمة الزيدية فقيل لهم الزيدية، لكونهم من الأنصار، لا لكونهم من الأتباع، لأن الإمام زيد # وكذا غيره من الأئمة خرج معهم من كان على رأيهم ومن لم