الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الثاني: العدل

صفحة 50 - الجزء 1

الفصل الثاني: العدل

  وهذا هو الأصل الثاني من أصول الزيدية وهو باب العدل، الذي يبحث عن صفات أفعال الله تعالى، وما يجوز أن نضيفه إليه وما لا يجوز، والخلاف بين الزيدية وبين غير الزيدية فيه أكثر من الخلاف في التوحيد.

  وقبل الخوض في المقصود نبين معنى العدل:

  العدل لغة: الإنصاف.

  واصطلاحاً: قول الوصي أمير المؤمنين علي # (العدل أن لا تتهمه).

  والخلاف فيه يقع في مسائل كثيرة:

  الأولى: في عدل الله وحكمته هل يقبح من الله تعالى القبيح أم لا يقبح منه قبيح؟

  الثانية: في أفعال العباد هل هي من الله أم من العبد؟

  الثالثة: في المعاصي هل هي بقضاء من الله وقدر أم لا؟

  الرابعة: في جزاء الأعمال هل يثيب الله العاصين ويعاقب المطيعين أم لا؟

  الخامسة: في فعل العبد هل هو ناتج عن اختيار العبد أم هو مجبر على فعله؟

المسألة الأولى: في عدل الله وحكمته

  فمذهب الزيدية على العموم: أن الله تعالى عدل حكيم، لا يظلم ولا يجور، وأن أفعاله كلها حسنة، لا يفعل الظلم ولا الكذب ولا العبث ولا السفه، ولا شيئاً من القبائح.