الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الأول: (التوحيد)

صفحة 47 - الجزء 1

  فانظر كيف وصف الله تعالى في هذه الآيات الكريمة طلب الرؤية بأوصاف تدل على عدم جواز السؤال فضلاً عن تحقق مضمونه، وهي كما يلي:

  ١ - أنه وصفه بقوله فقد سألوا موسى أكبر من ذلك، فوصفه بالكبر والعظم، ليدل على خطورة الموقف.

  ٢ - أنه جعل السؤال سبب صاعقتهم، وجعل ذلك السؤال من الظلم في قوله بظلمهم.

  ٣ - أن الله وصف سائل الرؤية وطالبها بالكبر والتعنت والعتو.

  وهذه كافية في الاستدلال على هذا الأمر العظيم.

  وهناك أدلة أخرى من الكتاب تركناه طلباً للاختصار، وإحالة على المؤلفات الكبار، وفيما ذكرنا كفاية لمن طلب الحق، وكان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

الأدلة من السنة على نفي الرؤية:

  وأما الأدلة من السنة، فكثيرة جداً، نذكر منها ما يلي:

  أولاً: ما رواه الإمام الحجة المنصور بالله عبد الله بن حمزة # في الشافي، قال #: روينا بالسند الصحيح أن النبي ÷ قال «لَنْ يَرَ اللَّهَ أَحَدٌ فِي دنيا وَلا آخِرَةٍ»، ورواه الأمير الحسين بن بدر الدين في ينابيع النصيحة عن جابر بن عبدالله الأنصارى ® عن النبي ÷ أنه قال «إن أحداً لا يرى ربَهُ في الدنيا ولا في الآخرة».