الفصل الثالث: في الوعد والوعيد
المسألة الثانية: في المنزلة بين المنزلتين
  المراد بهذه المسألة، هو حكم صاحب الكبيرة من أمة محمد ÷، هل يسمى مؤمناً أم فاسقاً أم كافراً أم ماذا يسمى؟ وهذا فيه خلاف طويل دائر.
  فعند الزيدية عموماً: أن صاحب الكبيرة يسمى فاسقاً، ولا يسمى مؤمناً، ولا كافراً.
  وقالت المرجئة: بل يسمون مؤمنين، وقالت الخوارج: بل كافرين، وقال الحسن البصري: بل منافقين.
  وكذلك فليس حكمهم حكم المؤمنين على الإطلاق، ولا حكم الكفار والمنافقين على الإطلاق، بل له اسم بين الاسمين وحكم بين الحكمين، وهو معنى قولنا المنزلة بين المنزلتين.
  والجواب عنهم: هو أن نقول لهم:
  إن المؤمن له أحكام تخصه من وجوب محبته، وموالاته، وتعظيمه، والحب له الخير، والكره له الشر، وتحريم معاداته وبغضه وتنقيصه.
  والكافر له أحكام أخرى تخصه، من تحريم مناكحته وموارثته، ودفنه في مقابر المسلمين، ووجوب بغضه ومعاداته.
  والمعلوم أن الفاسق لا يستحق أحكام المؤمن، ولا يستحق أحكام الكافر، فلا بد أن نجري عليه أحكاماً تخصه.
  وأيضاً: فإن الأدلة من الكتاب والسنة قائمة على تسميته فاسقاً، من الكتاب والسنة: