الباب الثالث: (في ذكر أئمتها وقادتها)
الباب الثالث: (في ذكر أئمتها وقادتها)
  إن كل فرقة من الفرق الإسلامية لها قادة وعلماء، تفتخر بهم وتذكرهم، وتترجم لهم، والزيدية كذلك لها رجالها وأئمتها وقادتها الذين تنتمي إليهم، وتفتخر بهم، وتذكرهم وتذكر مؤلفاتهم وكل ما يتعلق بهم.
  والزيدية تحتل في هذا الباب مكانة رفيعة لا تنالها أي فرقة من الفرق، فإن أئمتها وقادتها هم أهل البيت $، الذين وردت النصوص الصريحة من الكتاب والسنة الصحيحة بوجوب اتباعهم ومحبتهم، والتعلم منهم، فهم قربى رسول الله ÷ الذين أمر الله بمودتهم، وهم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وهم سفينة نوح التي من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق وهوى، وهم النجوم لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، وهم النافون عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وهم الذين وردت لهم الفضائل، وقيلت فيهم محاسن الشمائل، ما منهم إلا إمام سابق، أو مقتصد لاحق، عليهم سلام رب العالمين.
  ويمكن أن نقسم رجال الزيدية إلى طبقات:
  الطبقة الأولى: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #، يعد أول رجل في طبقات الزيدية، فالزيدية أحق به من غيرها من الفرق، أحق به من المعتزلة، ومن الإمامية، ومن غيرهم، لوجوه: