الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الشبهة الأولى: حول توافق أصول الزيدية مع المعتزلة

صفحة 114 - الجزء 1

الباب السادس: (في بعض الشبهات حول الزيدية)

  إن الزيدية لما كانت محكمة الأمراس، ثابتة الأساس، أدلتها جلية، وأنور مبادئها وأصولها مضيئة بهية، عجز أعداؤها عن التهوين من شأنها، والتوهين من أمرها، أو النقض في أدلتها، فعدلوا إلى إدخال بعض الشبه، وترويج بعض التلبيسات التي يطمئن إليها من له غرض، أو في قلبه على أهل الحق والصدق مرض، فسمعها من لا علم عنده فقبلها، وأوردوها على من قلَّ اطلاعه فصدقها، وتلك الشبه التي يوردونها أوهى من نسج العنكبوت، وأضعف من أوهى البيوت، وسنذكر تلك الشبه والجواب عليها إن شاء الله تعالى:

الشبهة الأولى: حول توافق أصول الزيدية مع المعتزلة

  يقول بعض الجهلة المعادين للزيدية: إن أصول الزيدية هي نفس أصول المعتزلة، فالزيدية هم معتزلة، لأنهم يقولون بالأصول الخمسة.

  والجواب عن هذه الشبهة أن نقول:

  اعلم وفقنا الله وإياك: أن أصول الزيدية التي قدمنا ذكرها ليست مأخوذة من المعتزلة، وإنما هي أصول أسسها أئمة أهل البيت $ ابتداء من الإمام زيد بن علي @، وأخذوا تلك الأصول من الكتاب والسنة وأقوال أمير المؤمنين علي # كما قدمنا ذلك، والذي يدل على أن أصول