الفصل الأول: (التوحيد)
  يقول بالرؤية، ومن نفاها فهو ينفي الرؤية، كما قال الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة #: لأنهم - أي من يقول بالرؤية - يسلمون لنا أن الله إذا استحال كونه جسماً استحالت رؤيته، ونحن نسلم لهم أنه إذا ثبت كونه - تعالى عن ذلك - جسماً صحت رؤيته.
الدليل الثاني: دليل الموانع:
  وتحرير دليل الموانع أن يقال: لو كان الباري تعالى يُرى في حالٍ من الأحوال لرأيناه الآن لوجود شرائط الإدراك للمرئيات، وشرائط الإدراك ثلاثة وهي:
  سلامةُ الحواس.٢ - ارتفاع الموانع. ٣ - وجود الْمُدْرَك.
  وذلك لأنَّ من المعلوم قطعاً: أن حواسنا سليمة لأننا ندرك بها المدركات، فلو كانت سقيمةً لَمْ نُدرِك بها الأشياء.
  والحواس هي خمسٌ: حاسة السمع والبصر والشم والذوق واللمس.
  والموانع مرتفعة، وهي ثمانية: البعد والقرب المفرطان، والرقة واللطافة، والحجاب الكثيف، وكون المرئي في خلاف جهة الرائي، وكون محله في بعض هذه الأوصاف، وعدم الضياء المناسب للعين.
  فمثال البعد المفرط: الإنسانُ الذي يكون على بُعْدٍ مِنَّا نحو بَرِيدٍ أو شبهه.
  والقرب المفرط: كالميل في العين ونحو ذلك.
  والرقة: كأجسام الملائكة والجن.
  واللطافة: كالهواء النقي.