الفصل الأول: (التوحيد)
  لقائل أن يقول: الله أجسم من الإنسان؛ لأنَّ التفاضل هو الاشتراك في صفة وزيادة أحدهما على الآخَرِ.
  والقولُ بالاشتراك بين الله تعالى وبين خلقه هو مَحْضُ التشبيه الذي نفاه الله تعالى عن ذاته ø، بل هو تعالى الواحد الخالق المتفرد بصفات الكمال، والعظمة والقدسية والجلال، فتعالَى مَنْ اتصف بصفات الكمال أن يشترك مع المخلوقين في صفات النقص، وأن يجوز عليه ما جاز عليهم من توابع الجسمية ولوازمها.
الأدلة النقلية على نفي التشبيه
أولاً: من الكتاب
  أما الأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة على نفي التشبيه، فأدلة كثيرة نورد بعضاً منها على جهة الاختصار، لا الاستكمال:
  الدليل الأول: قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى]
  ووجه الإستدلال بالآية على نفي التشبيه: أنَّ الله سبحانه وتعالى نفى نفياً عاماً أن يكون له مثيلٌ أو شبيهٌ أو نظيرٌ، فلو كان الله تعالى جسماً أو عرضاً لما قال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١]، بل يكون الله تعالى مثلَ الأجسام والأعراض، ولَمَا بقي لهذه الآية الكريمة معنى.