الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الأول: (التوحيد)

صفحة 25 - الجزء 1

مسألة التشبيه

  التشبيه معناه المراد منه: المماثلة، ولا تكون إلا بين اثنين أو أكثر.

  واعلم أن المشابهة في هذا الباب لها معنيان:

  المعنى الأول: المشابهة في إطلاق الصفات.

  المعنى الثاني: المشابهة في إطلاق الأعضاء.

  أما الأول: فالمراد به وصف الذات بصفة ما، فلا خلاف بين المسلمين عموماً أنه يجوز إطلاق لفظ قادر على الله تعالى، وعلى المخلوق، لا على وجه المشابهة فيها بل على وجه الإطلاق لها، على كل من الباري جل وعلا وخلقه، لأن القدرة هي إمكان إيجاد الفعل، وكذلك عالم وحي وموجود وغيرها مما يمكن ويصح، ولا يقال بأن ذلك فتح لباب التشبيه والمماثلة.

  لأن هناك فرق كبير بين كل من الإطلاقين، فإطلاق صفة قادر وعالم وحي وموجود على الله تعالى إطلاق ذاتي، فليست الذات شيء والصفة شيء آخر بل هما شيء واحد، وقدرة الله تعالى لا تحصر ولا تحد، وعلمه محيط شامل، بينما إطلاقها على المخلوق إطلاق عرضي، بمعنى أن الذات شيء والصفة شيء آخر يحل في الذات، وقدرة المخلوق محصورة مقصورة، وعلمه يحتاج إلى تعلم، ويكون على قدر من المعرفة، وغير ذلك من الفوارق التي تنحل بها عرى المشابهة.

  وأما الثاني: فهو محل النزاع والخلاف: