الفصل الثالث: في الوعد والوعيد
  مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن».
  فهذه أدلة راجحة على منع اطلاق اسم الإيمان على مرتكب الكبيرة.
  ويجوز تسمية مرتكب الكبيرة كافر نعمة، عند قدماء أئمة العترة $.
المسألة الثالثة: الخروج من النار
  مذهب الزيدية: أن من دخل النار فهو غير خارج منها، بل مقيم فيها، خالداً مخلداً دائماً أبداً سرمداً، سواء كان كافراً أم مرتكباً للكبيرة، إذا مات مصراً عليها غير تائب منها.
  وخالفنا في ذلك المرجئة وغيرهم فقالوا بخروج مرتكب الكبيرة من النار، واختلفوا في ذلك اختلافاً كبيراً.
  والدليل على صحة مذهبنا أدلة من الكتاب والسنة:
  أما الكتاب: فقال تعالى {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ٢٣}[الجن]، وقال تعالى {وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ٣١}[الإنسان]، وقال تعالى {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ٧٤}[الزخرف]، وقال تعالى {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ١٨}[الرعد]، وقال تعالى {وَلَوْ