الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الثالث: في الوعد والوعيد

صفحة 61 - الجزء 1

الفصل الثالث: في الوعد والوعيد

  وهذا هو الأصل الثالث من أصول الزيدية، وهو يبحث عن صدق الله تعالى في ما وعد به، وتوعد به، وأنه تعالى لا يخلف وعده ولا وعيده، ولا يكذب في قوله.

  اعلم أن المسلمين متفقون على أن الله تعالى وعد المؤمنين بالجنة، وأن من مات على إيمانه من المؤمنين فإنهم يدخلون الجنة، ويخلدون فيها أبد الآبدين ودهر الداهرين، لا يخرجون منها، ولا ينغصون فيها، ولا يموتون.

  ومتفقون أيضاً على أن الكافرين والمشركين توعدهم الله تعالى بالنار، فمن مات على كفره وشركه فهو صائر إلى النار لا محالة، وخالد فيها أبداً مخلداً دائماً سرمداً.

  والخلاف في هذا الباب واقع بين الزيدية وغيرها دائر في مسائل كثيرة، هي كما يلي:

المسألة الأولى: في الشفاعة.

  المسألة الثانية: في المنزلة بين المنزلتين.

  المسألة الثالثة: في الخروج من النار.

  وسنتكلم في هذه المسائل بقدر الإمكان، لأن الخلاف فيها قائم ودائم، ودائر بين المسلمين.

المسألة الأولى: في الشفاعة

  اعلم أنه لا خلاف في ثبوت شفاعة النبي ÷ يوم القيامة بين طوائف المسلمين، وأنها مقبولة عند الله تعالى، وقد دلت على ثبوته الأدلة الصحيحة الصريحة المتواترة، وإنما الخلاف هو لمن تكون الشفاعة؟