الفصل السابع: في التفضيل
الفصل السابع: في التفضيل
  مسألة التفضيل من المسائل التي دار فيها الإختلاف والشقاق بين المسلمين، مع أن القرآن قد صرح في آيات عدة بأن التفضيل والإختيار من عند الله تعالى وليس للناس فيه أي تدخل غير وجوب الرضا والتسليم، والإنقياد، كما قال تعالى {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}[القصص: ٦٨]، وقال تعالى {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ}[البقرة: ٢٥٣]، وقال تعالى {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ٢١}[الإسراء]، وقال تعالى {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ٥٥}[الإسراء]، ولسنا بصدد التحدث والشرح للتفضيل، وغرضنا بيان مذهب الزيدية في هذا الباب، وسنبين ذلك إن شاء الله تعالى مسألة مسألة:
المسألة الأولى: في تفضيل علي #
  مذهب الزيدية عموماً: أن علياً # أفضل الصحابة على الإطلاق، وأنه أقدمهم إسلاماً، وأنه أفضلهم في جميع الصفات علماً وعملاً، وعبادة وورعاً، وزهداً وشجاعة، وكرماً، وأشدهم عناء في الإسلام، وقد اجتمع فيه من صفات الفضل والخير ما لم يجتمع في غيره، ولم يحصل إلا له.
  وبعده في الفضل يأتي: ولداه الحسن الحسين @.
  والأدلة على ذلك مستوفاة في محلها.