الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الأصل الأول: العقل

صفحة 15 - الجزء 1

الباب الرابع: (في ذكر أصولها وعقائدها)

  اعلم أن أصول الزيدية وعقائدها في أرفع محل، وأسمى مكان، يقبلها العقل ويصدقها النقل.

  والكلام في هذا الباب يكون في مسلكين:

المسلك الأول: في استمدادها.

  والمسلك الثاني: في بيانها.

المسلك الأول: في استمدادها

  اعلم وفقنا الله وإياك: أن للزيدية ضوابط وقواعد اتبعها الأئمة $ في بيان أصول مذهبهم وعقائدهم، استنبطوها منها، واتبعوا دلالاتها عليها، وتلك الأصول والضوابط جميع أهل البيت $ لا يختلفون فيها.

الأصل الأول: العقل

  يحتل العقل عند الزيدية مكانة رفيعة، فتحله في المكان الذي خلقه الله له، لأن الله تعالى جعل العقل في الإنسان ليفرق به بين غيره من الحيوانات، فهو أساس التكليف، وعليه يدور لولب التشريع، إذ لا تكليف لمن لا عقل له من الصبيان والمجانين وبقية الحيوانات.

  والعقل هو الحجة الكبرى التي امتنَّ الله تعالى بها على عباده، والمنحة الإلهية العظيمة التي يستطيع المرء معها أن يفكر وينظر، وهو الأداة الوحيدة التي يكون