الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل السادس: في الإمامة

صفحة 89 - الجزء 1

المسألة السادسة: في إمامة المفضول مع وجود الأفضل

  قد سبق في شروط الإمامة أن الإمام يجب أن يكون فاضلاً، والمراد الفاضل: أن يكون له من المحافظة على الطاعات، والتجنب للمكروهات، ما يعهد لكثير من الفضلاء وأن يكون بينه وبين القبيح حاجز، وكذلك بينه وبين الإخلال بالواجب احتراز عن الإقدام والترك.

  فأما إمامة المفضول مع وجود الأفضل:

  فالذي ذهبت إليه الزيدية: أنه لا يجوز إمامة المفضول مع وجود الأفضل بأي حال من الأحوال.

المسألة السابعة: في الإمام بعد رسول الله ÷

  مذهب الزيدية: أن الإمام بعد موت رسول الله ÷ بلا فصل هو أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، علي بن أبي طالب $.

  والدليل على إمامته: الكتاب والسنة والإجماع:

  أما الكتاب: فقوله تعالى {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}⁣[المائدة]، وقد أجمع المفسرون وأهل التواريخ أن هذه الآية نزلت في علي #، ولأنه لم يؤت الزكاة أحدٌ وهو راكع غير علي #.

  وأجمع أهل البيت $ أيضاً على أنها نزلت في علي #، وإجماعهم حجة.