الفصل الأول: (التوحيد)
  قلنا: والإنسان له يد تليق به، والفيل له وجه يليق به، والجمل له رأس يليق به، والأسد له عينان تليقان به، إذ لا يليق بالإنسان أن يجعل وجهه كوجه البهيمة، ولا يليق بالبقرة جعل يديها كأيدي الإنسان، وهذا لا يخفى على كل ذي عقل سليم.
  الدليل الثاني: سورة الصمد
  وهي قوله تعالى {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}[الإخلاص].
  ومعنى ذلك: أن الله تعالى وصف نفسه بأنه الأحد المتفرد بصفات الكمال المنزه عن النقصان، فأثبت لذاته المقدسة تلك الصفة العظيمة، ثم نفى عن نفسه ما هو من صفات النقص، كأن يكون ولداً أو والداً، الذي يستلزم الحلول والإنفصال، اللذان هما من صفات الأجسام.
  ونفى أن يكون له كفواً - أي مثلاً أو شبيهاً أو نظيراً - أحدٌ من خلقه.
  والقول بالجسمية على الله تعالى أو أي شيء من لوازمها وصفاتها يكون رداً لهذه الآيات الكريمات التي هي من الطرق الموصلة إلى تقديس الله تعالى وتنزيهه.
ثانياً: من السنة
  أما الأدلة من السنة، فكثير جداً، ولكن تبركاً واستدلالاً نورداً بعضاً دالاً على ما سواه: