الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفصل الثالث: في الوعد والوعيد

صفحة 66 - الجزء 1

أما من الكتاب:

  فقوله تعالى {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٤ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٥}⁣[النور]، فانظر كيف سمى الله تعالى القاذف فاسقاً، وهو من الأمة المرتكبين للكبائر، لأن القذف كبيرة، وقال تعالى {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨}⁣[السجدة]، وقال تعالى {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ}⁣[الحجرات: ١١]، فلو كان الفاسق مؤمناً لما فرق الله تعالى بينهما، ولما ذم على الفسق بعد الإيمان، والآيات كثيرة لو ذكرناها لطال المقام، والغرض الإختصار.

وأما السنة:

  قوله ÷: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، فإذا فعل ذلك انتزع الإيمان من قلبه وإن تاب تاب الله عليه»، قيل: يا رسول الله أوَ كافر هو قال: «لا» قيل: فما هو؟ قال «فاسق».

  ورواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال النبي ÷: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو