الفصل الثالث: في الوعد والوعيد
  أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ٤٧}[الزمر]، وقال تعالى {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ٧٤}[طه]، وقال تعالى {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ١٠٣}[المؤمنون]، وقال تعالى {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ١٤}[النساء]، وقال تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ٩٣}[النساء]، والآيات كثيرة جداً لا نأتي على حصرها في هذا المقام، وهي صريحة في خلود الفساق في نار جهنم، نعوذ بالله منهم، ومن سوء حالهم.
  وأما السنة: فأحاديث كثيرة بلغت حد التواتر بل زادت، ونورد بعضاً منها مما رواه الموالف والمخالف:
  عن ابن مسعود مرفوعاً «لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها، ولو قيل لأهل الجنة إنكم ماكثون عدد كل حصاة في الدنيا لحزنوا ولكن جعل لهم الأبد» أخرجه الطبراني في الكبير، ورواه المرشد من طريق الطبراني.
  وعن معقل بن يسار مرفوعاً «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة» أخرجه الشيخان.
  وعن سعد وأبي بكرة مرفوعاً «من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام» أخرجه أحمد والشيخان وأبو داوود وابن ماجة.