الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الباب الثاني: (في نسبتها)

صفحة 9 - الجزء 1

  ثم تغلب الظلمة على الإسلام وأهله فأدخلوا فيه ما ليس منه، وأزالوا منه ما هو فيه، مراعاة لتثبيت قوائم عروش ملكهم.

  ثم فتح ذلك الباب الإمام الحسين السبط الشهيد #، ثم تغلب الظالمون مرة أخرى، ثم نفخ فيها روح الحياة ونعشها نعشة الدوام الإمام زيد بن علي #، ثم سار عليها أهل البيت $ إمام يتلو إماماً، وعالم يتلو عالماً.

  وتلك الأصول والمبادئ كانت قد عبثت بها أيدي العابثين، ودنستها أقلام الكاتبين من أعوان الظالمين، وحاولوا أن يجعلوا بدلاً عنها مبادئ وأصولاً يَضْمَنُ الملوك والسلاطين معها بقائهم متربعين على كراسي الملك وخلافة المسلمين، لأن تلك الأصول والمبادئ تشكل عليهم خطراً كبيراً، وهم بسببها يتوقعون في يوم من الأيام زوال ذلك على أيدي رجال يمشون عليها كما حصل ذلك.

  لأن تلك الأصول والمبادئ تنكر على الظالمين أفعالهم وتصرفاتهم وتوعدهم وتتهددهم، فحاولوا إبدالها بما يُحَسِّنُ لهم قبيح أفعالهم، ويزين لهم شَينَ سِيَرِهِم، كما ستعرف ذلك إن شاء الله عند الكلام على أصول الزيدية ومبادئها.

  وقلنا بأن نسبة الزيدية ليست نسبة تقليد لأسباب:

  ١ - الزيدية تفتح باب الإجتهاد، فليس لمن كان من المجتهدين أن يقلد غيره.

  ٢ - الزيدية تمنع من التقليد في أصول الدين والعقيدة، لأنها تجعل للعقل مكانة سامية ورفيعة.