بيان مذهب الزيدية في مسائل خاصة هامة
  والرجس الذي طهرهم الله تعالى عنه لا يخلو: إما أن يراد به الرجس الذي هو الأقذار، أو الرجس الذي هو المعاصي.
  ليس الأول: لأن المكلفين فيه على سواء.
  فلم يبق إلا الثاني، وهو أنهم مطهرون عن الخبائث والمعاصي.
  فإذا ثبتت طهارتهم عن المعاصي والذنوب، ثبتت عصمتهم، وإذا ثبتت العصمة، ثبتت الحجية.
  الآية الثانية: آية المودة
  وهي قوله تعالى {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣].
  فقد أوجب الله مودة أهل البيت في هذه الآية، والمودة لا تجوز إلا لمن لا يفعل الكبائر، فإذا ثبت أنهم لا يفعلون الكبائر، ثبتت عصمتهم، وليس المراد بذلك الأفراد، بل المجموع، فثبت حجية إجماعهم.
  وأما من السنة: فأخبار كثيرة نذكر منها ما يلي:
  الأول: حديث الثقلين: وهو قوله ÷ «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».
  وهذا الخبر رواه الموالف والمخالف، وأجمعت الأمة على صحته، وقد أفاد الحديث اقتران العترة بالقرآن، فإذا كان المتمسك بالقرآن غير ضال، فكذلك المتمسك بالعترة.